أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

معارك في مأرب متواصلة..  والحكومة اليمنية تتّهم الحوثيين باستخدام المدنيين “دروعا بشرية”

تقرير/هارون الواقدي

اشتدت حدة المعارك وسط اليمن مع شن جماعة الحوثي هجوما على مدينة مأرب معقل القوات الحكومية الغني بالنفط والغاز، وهذا الهجوم هو الأشد ضراوة منذ اندلاع الحرب، يبدو أن لا مكان هنا للحراك الدبلوماسي، فالتسابق على التقدم في الميدان هو الحكم، فيما يبقى نفط وغاز مأرب هو الهدف والورقة الرابحة في أي مفاوضات قادمة ناهيك عن كونها آخر معاقل لحكومة هادي. 

وباستثناء الادعاءات المتضاربة لأنصار طرفي النزاع فإن إحجام قيادتي الجانبين عن إعطاء أي معلومات موثقة بشأن سير المواجهة يبرهن حتى الآن على الأقل ليس فقط على عدم إمساك أي طرف منهما بزمام المعركة وانعدام قدرته على توجيه مجرياتها، بل كذلك على سرعة التغير الذي يشهده أو يمكن أن يشهده مسرح القتال بين ساعة وأخرى وفقاً لإمكانات وأداء كل منهما.

كما يكمن جزء من خطورة المشهد الراهن في أن هجوم الحوثيين على مأرب يتم وسط ما يبدو في نظر البعض أشبه بخذلان من قبل أطراف داخل التحالف السعودي وحتى على الصعيد السياسي اليمني بما فيه قوى قبلية في مأرب نفسها وذلك نكاية بحزب التجمع اليمني للإصلاح ذي التوجه الإسلامي المتهم طوال السنوات الماضية بالسيطرة على محافظة مأرب وثرواتها المعدنية والطبيعية الأخرى.

الحكومة تتهم الحوثي باستخدام المدنيين ك دروع بشرية

اتّهمت الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية جماعة الحوثيين السبت باستخدام المدنيين كـ”دروع بشرية” في إطار هجومهم على آخر أبرز معاقلها في الشمال.

واستأنفت جماعات الحوثي في وقت سابق هذا الشهر تحرّكهم لاستعادة مدينة مأرب، الواقعة على بعد 120 كلم شرق العاصمة صنعاء.

وتقع المدينة على مقربة من بعض أغنى حقول النفط اليمنية ومن شأن السيطرة عليها أن تشكّل انتصارا مهما بالنسبة للحوثيين.

لكن المعارك فا قمت المخاوف حيال سلامة مئات آلاف النازحين المدنيين الذين يحتمون في مخيّمات في الصحراء المحيطة الممتدة إلى الحدود السعودية.

معارك متواصلة

أوضح مصدران إلى تواصل المعارك، وقالا إن 12 مقاتلا مواليا للحكومة و20 من جماعة الحوثي، قتلوا في مواجهات خلال الساعات الـ24 الماضية في شمال وغرب مأرب.

ولم يكن من الممكن التحقق بشكل مستقل من حصيلة القتلى لكن من الواضح أن الطرفين منيا بخسائر كبيرة مع تجدد المعارك للسيطرة على المدينة.

وبقيت مأرب حتى مطلع العام الماضي بمنأى عن أسوأ فصول الحرب الأهلية التي يعيشها اليمن منذ العام 2014.

قيادي يتهم السعودية بتماهي والخذلان

القيادي البارز في حزب الإصلاح حميد عبد الله الأحمر حمَّل التحالف بقيادة السعودية المسؤولية عن كامل النتائج التي انتهت إليها الحرب حتى الآن باعتبار أن :”التحالف هو من يدير الحرب، فمخازن الحرب بيده، والتحركات بيده، وإن الشرعية (اليمنية) والجيش الوطني هما من يدفع الأثمان الكبيرة لهذه الإدارة” ولا يعفي الأحمر الحكومة اليمنية من مسؤوليتها عن “عدم مقاومتها لانحراف هذه الحرب (عن مسارها) من بدايته والتماهي مع ما تم فيه” لكن “الانحراف تم بوعي من قبل التحالف دون شك” حسب قوله.

استمرار الحرب ألقت بضلالة القاتمة على الوضع الإنساني، وضع تقول فيه إحصائيات للأمم المتحدة، أن نحو 16 مليون يمني يعانون من الجوع، خمسة آلاف منهم على بعد خطوة واحدة من المجاعة.

التعليقات مغلقة.