أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

بابا الفاتيكان في أول زيارة تاريخية إلى العراق لمدة أربعة أيام.

تمثل زيارة البابا فرنسيس إلى العراق اليوم الجمعة إلى العراق حدثا تاريخيا كما وصفت بحق، وما كانت ستتحقق لولا رغبة البابا وإصراره على القيام بها، ونحن نشارك في  الترحيب الواسع الذي تلقاه هذه الزيارة من لدن جميع الأوساط الرسمية والشعبية لاشك أن زيارة البابا ستحمل رسالة سلام ووئام وتضامن إنساني موجهة إلى العراق وإلى شعوب ودول المنطقة والعالم.

وإلى جانب البعد الديني المهم العام للزيارة لكون العراق موطن الأنبياء والرسل، فإنها تحمل رسالة تضامن وتشجيع ودعم لمسيحيي العراق الذين تعرضوا للويلات من قتل وتهجير واستيلاء على ممتلكاتهم وتدمير لرموزهم ومؤسساتهم الدينية والثقافية على يد تنظيم داعش الإرهابي الدموي والعناصر المتطرفة.

وكذلك التضامن مع أبناء الأديان والطوائف الأخرى ضحية جرائم داعش، وخصوصا الأزيديين الذي ارتكبت بحقهم أفظع جرائم الإبادة من سبي للنساء وقتل وتهجير وتحطيم للمعابد والمراقد المقدسة.

ومن الأهداف الأساسية الأخرى للزيارة تشجيع الحوار على عدة مستويات سواء ما بين الطوائف واتباع الكنائس المسيحية المختلفة، أم في إطار حوار الأديان ما بين الإسلام، وممثلي مذهبيه السني  والشيعي والمسيحية، ويتسع هذا الحوار ليشمل الأديان والمذاهب الأخرى في العراق كالصابئة المندائيين والأزيديين.

وتتضمن لقاءات واسعة لممثلي الأطياف العراقية المختلفة في بغداد والنجف وأربيل ونينوى، من بينها اللقاء الأول من نوعه، ما بين قداسة البابا والمرجع الأعلى اية الله السيد علي السيستاني.

وهذه اللقاءات من شأنها تعزيز أجواء وقيم العيش المشترك ونبذ التطرف والإقصاء، كما لا تخلو هذه الزيارة من رسائل سياسية بصورة مباشرة وغير مباشرة إلى العراقيين وقيادات الدولة والمجتمع للعمل حثيثا من أجل إيجاد الأجواء المناسبة الضامنة للحقوق على أساس المواطنة، والكفيلة بتشجيع  وتعزيز العيش المشترك والأمن والسلم الأهليين ما بين سائر أطياف شعبنا القومية والدينية والمذهبية والثقافية.

ومن شأن هذه الزيارة أن يكون لها آثارا إيجابية على الصعيدين الاجتماعي والثقافي، والعلاقة بين مختلف أطياف الشعب العراقي، وتشجيع قيم وسلوكيات الاعتدال والتسامح ونبذ التطرف، وأن تعطي دفعا على الصعيد السياسي لقيم المواطنة وتطبيقاتها وممارساتها.

 

التعليقات مغلقة.