أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

أنا والمرأة..

بقلم يوسف عبده الواقدي

لقد صرتُ شغوفا بهذا الإنسان العظيم، الذي إن غُلب وقُهر لم يكن له سلاحا غير دموعه البريئة، ليغسل ضمير القاهر المستبد..!!!

لي بالمرأة علاقة وطيدة.

لقد حملتني في بطنها كرها ووضعتني كرها ..إنها “أمي”.

وحينما اتجهُ إلى الطعام والشراب مطهي والملابس نظيفه والغرفة مرتبه إنها “أختي”

وحينما ذهبتُ إلى المدرسة وجدتُها أمامي مبتسمةً ضاحكةً بشوشةً  واضعةً الطبشور بين أناملي وانحت بعاطفتها، وحبها على السبورة تعلمني  أ  ب  ت ث.. وترويني من غدير رحمتها  إنها(معلمتي).

وأنا في مدرجات الجامعة جاءت إليّ تهمس في أذني بخجلٍ و حياءٍ… هل تُعيرني الكتاب يا فؤاد؟! إنها (زميلتي).

زغردت العصافير.. .وغنت النساء…

وجاء الناس… ولبستُ الجديد.. .وزف بي الضيوف، وأطلقوا الرصاص من أفواه بنادقهم… إنهُ  يوم زواجي، فدخلتْ الحسناء  مبتسمة  يخالطها خجل، وعفة.. وكريمة بابتسامتها الرقيقة إنها (زوجتي).

كل ما أتذكره هو قصص وحكايات (جدتي) المفعمة بالعاطفة والحب..

إن المرأة هي رفيقة عمري كما لو أنها ظلي، بل إن الظل قد أفتقده أحيانا، أما هي فلا..!

لقد نظرتُ إلى تاريخ الإنسانية وما يشوبها من نزاعات وحروب، فوجدتُ أن الرجل وحده هو من يشعل تلك الحروب، ويهلك الحرث، والنسل، أما المرأة  فتذرف دموعها لتخمد نيران ذلك  الجحيم..!!

إنني لا أستطيع أن أرد الجميل لهذا الإنسان العظيم إلا أنني سأنذر ما بقي من عمري نحو المرأة تعليما، وحبا، وعدلا  وتقديرا..

أما عجبي، وحزني – على حد سواء – هو على ذلك الوحش الذي يُقال له – رجلا – عفوا بل (ذكرا) حينما كشر بأنيابه، واستعرض بمخالبه نحو المرأة عندما  حرمها من ميراثها، وضايقها في الشارع، والعمل، وطلقها بعد عشرة زواج، وأولاد، وجعلها سلعة رخيصة ..

فالمرأة هي شقيقة الرجل وأنسه، وسعادته، وقنديله المضيئ الذي يبدد ظلام الحياة، وتعاستها..

التعليقات مغلقة.