أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

مع التقدم في العمر لابد من حماية الحواس الخمس.

إعداد د. مبارك أجروض.

كيف تسمع أو ترى أو تشتم رائحة معينة؟ ماذا عن تذوق الطعام أو لمس شيء ما؟ كل هذه الأمور مرتبطة بما يعرف باسم الحواس الخمسة، إليك ما يجب معرفته حولها في هذا المقال. تتكون الحواس الخمسة من حاسة البصر والشم والسمع واللمس والتذوق، وهي تلعب دورًا فريدًا من خلال تلقي معلومات الإشارة من البيئة المحيطة من خلال أجهزة الإحساس، من ثم تعمل على نقلها إلى الدماغ حتى يقوم بتفسيرها. عند تلقي المعلومات، يقوم الدماغ بتفسيرها حتى يرسل إشارات إلى الجسم بكيفية الاستجابة، إذ يتلقى الدماغ هذه المعلومات من الأعضاء الحسية، والتي تشمل العيون والأذنين واللسان والأنف والجلد.

وتعمل الحواس الخمس على مدار العمر من دون كلل ولا ملل، ولكن، للأسف، تتدهور كفاءتها كلما توغل الشخص في مشوار العمر، وفي هذا الإطار كشفت دراسة لباحثين من أميركا، هي الأولى من نوعها، شملت أكثر من 3000 شخص تفاوتت أعمارهم بين 55 – 85 سنة، وتم نشرها في مجلة الجمعية الأميركية لطب الشيخوخة، أن 94% من كبار السن يعانون من عجز حسي واحد على الأقل، وأن 38% منهم يعانون تراجعاً واضحاً في حاستين على الأقل، وأن 28% منهم يشكون من عجز في ثلاث من الحواس أو أكثر.

* كيفية حماية الحواس:

إن معظم المتع التي تجعل الحياة تستحق العيش مستمدة من حواسنا الخمس، أي مما نسمعه، ونراه، ونلمسه، ونشمه، ونتذوقه، ولكن هناك حقيقة ساطعة لا أحد ينكرها هي أن تلك الحواس تتقهقر مع التقدم في السن لأسباب عديدة هي عبارة عن خليط من العوامل، وراثية، مرضية، عصبية، بيئية، وأخرى علمها عند الله، ولكن يجب أن لا نغفل هنا دور العوامل البيئية التي باتت اليوم تقصف حواسنا بوابل من المشاهد والصور والأصوات والمداخلات الحسية والذوقية والشمية التي ساهمت بشكل أو بآخر في تخدير حواسنا الخمس ما جعلها أضعف وأقل كفاءة في عملها. هل تعلم أن هناك طرقاً ونصائح يمكنك من خلالها أن تحافظ على صحة حواسك، وأن تطيل من أمد خدماتها؟ اقرأ في السطور التالية ما يمكن فعله من إجراءات لحمايتها وتقويتها:

* حماية حاسة السمع:

إن ضعف حاسة السمع أمر شائع الحدوث في سن الشيخوخة، وتساهم بعض الظروف في تسريع ضعف السمع، مثل العمل في أمكنة صاخبة، أو سماع أصوات قوية تتجاوز طاقة الأذن على تحملها، ويمكن لضعف السمع غير المعالج أن يعجل من تدهور قدرات المخ، وقد تبين أن الأشخاص الذين يعانون من ضعف السمع غير المعالج هم أكثر عرضة بثلاثة أضعاف للإصابة بالخرف، وأيضا فإن فقدان السمع يزيد من مخاطر التعرض للسقوط والاكتئاب والعزلة الاجتماعية.

ـ تفادي البيئات الصاخبة التي تتلف حاسة السمع.
ـ ارتداء الواقيات الأذنية التي تقي من الضوضاء مثل الأحداث الرياضية، والحفلات الموسيقية، وصخب الحانات، وحتى قص الأعشاب بواسطة الماكينات الخاصة بذلك.
ـ لا تنظف أذنيك باستخدام أعواد الثقاب أو ما شابهها.
ـ علاج أي مرض يمكن أن يؤثر من قريب أو من بعيد على حاسة السمع.
ـ تفادي الأدوية التي تلحق الضرر بالعصب السمعي.
ـ تجنب الإصابات الرضية على الرأس.
ـ مراجعة طبيب الأذن والأنف والحنجرة دورياً لتقييم السمع، وكذلك عند الشعور بأي ضعف طارئ في السمع.
ـ استعمال المقويات السمعية في حال أوصى اختصاصي السمع بذلك.

* حماية حاسة البصر:

عندما نصل إلى سن الأربعين فإننا نناضل من أجل الرؤية عن قرب، وقد نحتاج الى المزيد من الضوء من أجل القراءة، أما السبب فيعود إلى عدسة العين وعضلاتها، فمع مرور الزمن تقسو العدسة وترتخي العضلات ما يخلق صعوبات على صعيد القراءة أو الرؤية.

ـ ممارسة أنشطة رياضية خاصة بالعينين من أجل تسهيل تدفق الدم إليهما وزيادة قوتهما.
ـ اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن غني بالخضروات الورقية الخضراء، وأحماض أوميغا 3، ومضادات الأكسدة التي تساعد في الحفاظ على الرؤية الحادة.
ـ تفادي الرضوض على العينين.
ـ حماية العينين من الأشعة فوق البنفسجية الضارة.
ـ فحص العينين بشكل دوري كل سنة مرة لرصد أي طارئ صحي مبكراً، والتدخل لعلاجه.

* حماية حاسة الشم:

في الجزء العلوي من سقف الأنف توجد بقعة بحجم طابع البريد غنية بالنهايات العصبية التي تتعامل مع الروائح، ولكن مع تقدم العمر تصبح تلك النهايات أضعف، وبالتالي تقل قدرتنا على الشم، وهذا الأمر لا يشمل الروائح المحببة وحسب، بل الكريهة منها أو حتى الخطيرة كالدخان والغازات السامة، ففي دراسة حديثة تبين أن 2% من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن السبعين سنة لم يتمكنوا من شم رائحة الدخان، وأن أكثر من 30% آخرين لم يستطيعوا تمييز رائحة الغاز.

ـ ممارسة التمارين الرياضة بانتظام واستمرار، لأنه تبين أنها الأفضل لحماية حاسة الشم.
ـ الامتناع عن شرب الكحوليات.
ـ علاج كل الأمراض الالتهابية التي تصيب الطرق التنفسية العلوية لأنها تترك آثارا سلبية على حاسة الشم.
ـ مراجعة الطبيب عند المعاناة من أي ضعف في حاسة الشم.
ـ تخصيص بضع دقائق يومياً لتدريب حاسة الشم لديك على استنشاق الروائح المحببة والكريهة، فقد تبين أن هذا التدريب يساعد على استرداد والحفاظ على حاسة الشم.

* حماية حاسة التذوق

إن انخفاض حاسة التذوق أمر شائع الحدوث مع التقدم في العمر، ويعود السبب الرئيس إلى تباطؤ وتيرة تجدد براعم التذوق كلما أكل الزمن من سنوات العمر، الأمر الذي يدفع الى تناول مآكل غير صحية أكثر غنى بالملح والسكر لإظهار الطعم والنكهة. أيضا، إن تفشي بعض الأمراض في مرحلة الشيخوخة، مثل الداء السكري، والتهابات الجهاز التنفسي العلوي، والتهابات الجهاز الهضمي وغيرها، هي الأخرى تؤثر سلباً على حاسة التذوق.

ـ العناية بنظافة وسلامة الفم.
ـ علاج المشكلات الصحية التي تترك تداعيات سلبية على حاسة التذوق.
ـ اذا كنت تدخن فعليك هجره حالا لأن التبغ يدمر حاسة التذوق.
ـ اذا استمر الضعف في التذوق، فإنه يمكن اللجوء إلى تحسين نكهة الطعام بطرق صحية/ مثل استعمال الأعشاب والتوابل والزيوت العطرية التي تجعل الطعام ذا طعم أقوى.

مسك الكلام، إن حواسنا الخمس هي العكازات التي نتكئ عليها في كل شاردة وواردة تتعلق بحياتنا اليومية، فعلى سبيل المثال لا الحصر، فحاسة الرؤية لكي نستمتع بغروب الشمس، وحاسة السمع لكي نسمع مقطوعة موسيقية جميلة، وحاسة التذوق لكي نستمتع بطبق لذيذ، وحاسة الشم لكي ننعم بعبق رائحة تفوح من باقة من الزهور، وحاسة اللمس لكي نتلمس تضاريس شيء ما.. هذه هي حواسنا الخمس فلا تهملوها لكي تبقى في خدمتكم مدى الحياة.

 

التعليقات مغلقة.