أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

في حوار خاص مع رئيس الجماعة الترابية “الطاوس”: “السياسة هي العمل مع الناس و بناء الثقة و ليس أن يحملوك في “العمارية”.

محمد حميمداني

في لقاء حصري خص به رئيس الجماعة الترابية “الطاوس” الجريدة، لتتبع ومناقشة الوضع التنموي المتعلق بالجماعة عموما، ومنطقة “مرزوكة” خصوصا، وكيفية الاستفادة من الإمكانيات التي يوفرها الفضاء الطبيعي، من أجل الدفع بعجلة التنمية المحلية عبر تطوير المجال السياحي، تحقيقا للتنمية و التنمية المستدامة، وإسقاط كافة الحواجز التي تعوق تطور الاستثمار في هذا المجال الحيوي، في هذا الصدد أكد رئيس الجماعة الترابية “بورشوق احماد” أن “السياسة هي العمل مع الناس و بناء الثقة وليس أن يحملوك في “العمارية” “، مؤكدا على ضرورة الانطلاق من “موقع المنطقة الاستثنائي الذي يجب أن يعالج بموقف استثنائي و قانون خاص لوضع خاص و بميزانية خاصة”.

فبعد أن أشار رئيس الجماعة الترابية “الطاوس” إلى المجهود الجبار الذي خيض ضد ما أسماه سياسات الدولة والطبيعة، وإبرازه للمشاكل التي تعاني منها الجماعة و المرتبطة بشح الموارد المالية، و التي تحول دون تحقيق الأهداف التدبيرية للموارد في أفق خلق التنمية المنشودة، أخدا بعين الاعتبار شساعة المساحة الجغرافية ، حيث أن ثلث هاته المداخيل هي من عائدات الضريبة على القيمة المضافة و الذي تمتص معظمه ميزانية التسيير.

وأضاف أنه و مع ذلك فقد تم تحقيق و إنجاز مجموعة من المشاريع الطموحة والكبيرة، من جهة الربط الكهربائي الذي وصل إلى نسبة 100 في المائة، فيما وصل الربط بشبكة الماء الصالح للشرب إلى 98 في المائة، وسيصل إلى 100 في المائة مع استكمال إنجاز الشطر الرابط بين جماعة “الطاوس”و جماعة “سيدي علي”، وهو المشروع الذي لا زال في مرحلة الدراسة.

أما فيما يخص البنية التحتية الطرقية، والتي تعتبر ركيزة أساسية للتنمية المحلية، فقد أشار رئيس المجلس الجماعي، إلى إنجاز الأشطر الخاصة بالطريق الوطنية رقم 13 من خلال إنجاز الشطر الرابط بين “الريصاني” ومركز “الطاوس”، والطريق الجهوية رقم 702 الرابطة بين “ارفود”  و”مرزوكة”، إضافة إلى الطريق الرابطة بين “الطاوس” و”المحاميد”، والتي تعرف إنجاز 20 كلم في اتجاه جماعة “سيدي علي”.

وفي مجال الربط بشبكة صرف المياه العادمة، فقد أفاد رئيس الجماعة أن الطموح تحقق نسبيا في المراكز الكبرى ك “مرزوكة” و”حاسي الأبيض”، فيما لا يزال الطموح كبيرا لإتمام الربط الشامل لباقي المناطق بهاته الشبكة.

وفيما يتعلق بالواقع السياحي العام ومعيقات التطور والدفع بهذا المجال للأمام، تماشيا مع السياسة العامة الهادفة الى تشجيع هذا القطب؟ فقد أوضح “بورشوق” أن المطلوب هو تقنين مجموعة من الأنشطة ذات الارتباط بالمجال السياحي لضمان التطور والدفع بالتنمية للأمام، وهذا لن يتأتى إلا من خلال القطع مع الفوضى القائمة، وتقنين هاته الأنشطة السياحية وكذلك الرياضات الميكانيكية المنتشرة في المنطقة، وتجاوز واقع الفراغ القانوني الذي يضيع على الجماعة مداخيل هامة، وهو ما يجعل الممارسين وزائري المكان في وضعية عشوائية قد يكونون أحد ضحاياها، لا قدر الله، علما أن الترخيص غير خاضع لقانون منظم و زجري لكل المخالفات، بل يخضع فقط لترخيص ممنوح من طرف الوالي، إن المأمول هو التنقيط السياحي بشراكة مع وزارة السياحة ، لكن المطلوب أكثر هو التطبيق، فوجود دفتر تحملات على أهميته لا يحل المشكل في ظل وضعية الفراغ القانوني الذي يلف الأنشطة السياحية والرياضات الميكانيكية، والدفع في اتجاه التفعيل النصي والقانوني للأنشطة الممارسة، والزجري للمخالفات المسجلة، فذلك سيكون المدخل الفعلي لكل تنمية و تنمية مستدامة.

إن موقع المنطقة كنقطة استثنائية يجب أن تعالج أوجاعها بموقف استثنائي ، و من بوابة قانون خاص للتعامل مع هذا الوضع الخاص ، و من خلال ميزانية خاصة أيضا ، إن الجهود يجب أن تكون استثنائية لتحقيق الأهداف المرجوة لضمان الاستدامة في الموارد و تحقيق الأهداف التنموية ، فما هي التنمية إذن ؟ إنها بكل بساطة تعني ربط الساكنة بالإنتاج من أجل تحسين الوضع العام ، أي ضمان استمرارية التنمية و استدامتها ، و هو ما استطعنا النجاح فيه ، فالناس وضعهم تحسن بشكل كبير .

فمنذ سنة 1996 لم يكن هناك أي شيء ، ما كنا نجده هو الربط الكهربائي لمركز مرزوكة فقط ، و عدد السكان لم يكن يتعد 4000 نسمة سنة 2004 ، نتيجة الهجرة ، فمن بقي هم من لهم عشق للأرض فقط ، لكن نتيجة للمجهودات التي بدلت انقلب الوضع و أصبح عدد السكان يقارب 8000 نسمة و ذلك ابتداء من سنة 2014 ، و كل ذلك بسبب ما ركبناه من تحد من أجل تحقيق التنمية المحلية و الإقلاع الاقتصادي و بالتالي الاجتماعي ، و نحن نعلم أن المدخل هو انجاز البنية التحتية ، خاصة الطرق و الماء و الكهرباء و التعليم و الصحة ، فكلها تبقى عناصر أساسية في عملية البناء المستقبلي ، الآن أصبحت كل الدواوير (14 دوار) تتوفر على مدارس ، كما أننا نتوفر على مركز صحي بمرزوكة ، و مستوصفين صحيين بكل من “حاسي الأبيض” و “مركز الطاوس” ، و الوضع التعليمي تعزز بخلق ثانوية تأهيلية “مرزوكة” التي أتت لتعزز ثانوية “ثملالت” ، إضافة إلى مدرسة جماعاتية …. الخ .

و عن سؤال حول الوضع السياحي و عمل المجلس لدعم القطاع و مساهمته في الرفع من المردودية و التنظيم داخله و القطع مع العشوائية ؟ أبرز رئيس المجلس الجماعي، أن 125 مشروعا سياحيا من جميع الأحجام و المستويات رأى النور، في السابق كنا نحصي عددا قليلا من السيارات و الشاحنات لا تتعدى ست عربات، الوضع تغير الآن قل أن نجد منزلا بلا سيارة 4 * 4، فهناك تحسن للأوضاع بشكل كبير، بعد أن كانت المنطقة تعيش في أثون الفقر المدقع، وهدفنا هو بناء الإنسان و تحريره ماديا من خلال دعم مجموعة من المشاريع المدرة للدخل كالنقل السياحي عبر الجمال، واستثمار الذهب والألماس الذي حبانا الله إياه عبر الرمال، فضلا عن الاستفادة من معدني البارتين والرصاص اللذان تزخر بهما المنطقة.

كل هاته الأحلام لا بد من تعزيزها من خلال الترافع بشكل منطقي حول قضايا و مشاكل المنطقة، وانتهاج سياسة الوضوح والصراحة مع الساكنة بدل لغة” بيع الوهم” خلال الاستحقاقات الانتخابية، يجب أن يسود الوضوح و صدق العلاقة مع المواطنين خلال مرحلة عرض المشاريع والوعد بإنجازها، وتجاوز منطق استغباء الآخرين واستغلال الدين وسذاجة المواطنين من أجل تحقيق الأهداف النفعية ، فحبل الكذب قصير، كما يقول فيلالة.

إن المطلوب أكثر هو نهج منهاج الصراحة في التدبير الجماعي والمؤسساتي، فمن الممكن أن تنطلي الحيلة على الناس في المرة الأولى والثانية، لكنها لن تنطلي عليهم أبد الآبدين، فثقة الناس لا تشترى بالمال، والعمل الجماعي ليس إرثا، بل تداولا في السلطة، ولا بد من إعطاء الشباب الإمكانية لتحقيق الطموح المشروع في التدبير بمنطق جديد و آليات علمية حديثة، فالسياسة هي أولا وقبل كل شيء العمل مع الناس وبناء الثقة بين الجميع و ليس أن يحملوك في “العمارية”، ومن الضروري إعطاء الأولوية للشباب في عملية الاستثمار، وهو ما عملنا على تحقيقه ، ف 98 في المائة من المشاريع الاستثمارية الممنوحة تعود لشباب المنطقة، وهو الأمر الذي جعلنا نحقق نقلة هامة بعد أن كان المواطن يبحث، والدمع يلف عينيه، عن فرصة عمل في الإنعاش الوطني، أصبحنا الآن في وضعية لا نجد من يعمل في مجال جمع النفايات، إنه تحول اجتماعي هام سجلناه و خلال مدة قصيرة جدا.

وحول الآفاق المستقبلية، والمأمول من المصالح الجماعية والدولة من أجل دعم و تطوير المجال السياحي الذي يعتبر العصب الأساسي للمنطقة؟ قال “بورشوق احماد” رئيس الجماعة الترابية “الطاوس” إنه ليس هناك بديل عن السياحة في المنطقة، وهو الأمر الذي يتطلب معالجة استثنائية من خلال مقاربة محلية و الحفاظ على تلك الموارد وتعزيزها بما يحقق الاستدامة في الناتج.

إن المطلوب و المأمول هو تدخل جميع القطاعات الحكومية من أجل تأهيل “عرق الشبي” نظرا للسمعة التي أصبح يحضى بها و التي وصلت للعالمية، ولذلك فمن الواجب أن تعطى له أهمية خاصة ، و ذلك من خلال مخطط خاص، حتى يصبح رافدا أساسيا من روافد التنمية المحلية والإقليمية والجهوية والوطنية، ونحن كمجلس مستعدون للعمل إلى جانب جميع المتدخلين في المجال، مع التفكير في تنويع و تحديث الموارد ، كما يجب التفكير جليا في خلق فضاء للمغتربين وتحفيزهم من أجل صرف الأموال داخليا ، و العمل على تأهيل المنطقة إسوة بباقي مدن الشمال، وفي هذا السياق تم وضع العديد من الملتمسات من أجل اعتبار المنطقة مركزا صاعدا، لكن تلك الملتمسات لحدود الساعة لم تر النور.

 

التعليقات مغلقة.