أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

هل تهيئ تصريحات “آيت الطالب” للعودة للحجر الصحي الشامل ؟

محمد حميمداني

 أثارت التصريحات التي أدلى بها “خالد ايت الطالب” ، وزير الصحة المغربي ، أمس الخميس ، خلال اجتماع المجلس الحكومي ، خلال عرضه لحصيلة الإصابات بفيروس كورونا و تركيزه على الارتفاع الكبير لعدد الإصابات المسجلة بجهة الدار البيضاء – سطات ، العديد من التساؤلات حول آفاق التعاطي مع الجائحة ، فهل تهيئ هاته التصريحات للعودة لتشديد الحجر الصحي ؟ معطيات يستنتجها عدد كبير من المغاربة ، الذين اعتبروا تلك التصريحات حربا استباقية تترسم الآفاق المستقبلية لسياسة الإغلاق و التشديد التي سيتم اعتمادها من قبل الحكومة مستقبلا ، و التي شكلت الداخلة مدخلا عمليا لها .

 فالإشارات الرسمية ترسل رسائل لمزيد من التشدد في نهج سياسة الإغلاق و الحجر الصحي ، و هو ما نتلمسه سواء مما أورده الوزير المكلف بالصحة حول الحالة الوبائية بجهة الدار البيضاء – سطات ، أو من خلال التحذير الرسمي من دخول المغرب مرحلة جديدة و وصوله الموجة الثالثة ، و هو ما فهم على أنه مدخل لسياسة الإغلاق الشامل لمجموعة من المدن المغربية ، بل أن هناك من يذهب إلى حد إمكانية ذهاب الحكومة إلى حد الإغلاق الشامل ، تزامنا مع شهر رمضان الكريم ، و للحد من المطالب الداعية إلى مزيد من تخفيف الإغلاق خلال هذا الشهر الفضيل سواء من جهة المقاهي و المطاعم و المحلات و المراكز التجارية و الصالات و النوادي الرياضية و المساجد و إقامة صلاة التراويح …. ، و هو ما كان يأمله المغاربة ، خاصة المتضررون من الإغلاق في وضعه الحالي ، فما بالك من الحديث عن المزيد من التشدد في الإغلاق علما أن أرباب المقاهي و المطاعم قد ضربوا موعدا للحكومة مع إضراب إنذاري يومي الاثنين و الثلاثاء القادمين مع النزول للشارع بغاية الاحتجاج على هاته السياسات ، و التي من الممكن أن تلهب الشارع الذي لم يعد يثق في الحكومة و قراراتها و الذي جسده أرباب المقاهي و المطاعم بمراسلة الملك مباشرة ، و مطالبته بالتدخل للحد من الإغلاق الضار بمصالح الأفراد و المؤسسات .

الوضع قابل للتفسير في كل الاتجاهات الممكنة ، و إغلاق مدينة الداخلة بدعوى تسجيل 40 إصابة بالسلالة البريطانية من فيروس كورونا ، ما هو إلا المدخل الفعلي للمزيد من الإغلاق ، و لقضاء شهر رمضان خال من الحركة و الأجواء الروحانية و العائلية المصاحبة ، وضع يجعل المغاربة في لحظة انتظار قرارات حكومة عودتهم على أن قراراتها تخرج دون سابق إشعار ، و بشكل فجائي في آخر الليل ، و سيناريو الداخلة كما الرمال المتحركة ممكن أن يتحرك في أية لحظة ، و في أي تجاه ، و قد يطبق على الكل ، و قد تكون البيضاء البوابة الأولى لتمرير القرار بعد الداخلة بعد حديث الوزير عن 50 في المائة مسجلة بتلك المدينة لوحدها .

حكومة العثماني التي عودتنا على المفاجآت ، و ربط القرارات الداخلية بما يحدث بأوروبا ، و مع إعلان فرنسا العودة للإغلاق الشامل ابتداء من اليوم الجمعة ، هل ستحدو حذو الميتروبول الاستعماري ، فتربط الحكومة الوضع بالقرار الفرنسي ؟ و تغلق آمال المغاربة في تخفيف ما يمكن أن يخفف ضيقهم المادي نتيجة الانحسار و الركود ، و يجنب الدولة تحمل أوزار هذا التشديد الذي لا يعني إلا المزيد من تحمل الدولة ثقله ، و هو ما لا يقو الاقتصاد الوطني كما الوضع المالي للدولة على تحمله .

و كانت السلطات المغربية قد قررت ، يومه الاثنين الماضي ، فرض إغلاق تام على مدينة الداخلة (جنوب المغرب)، ابتداء من الساعة الثامنة من مساء يوم الخميس الفارط و لمدة أسبوعين ، حيث أعلنت السلطات المحلية ، منع كل التجمعات ، و إلزامية ارتداء الكمامات ، و منع التنقل من و إلى مدينة الداخلة ، و وضع أعوان السلطة المحلية و قوات الأمن في حالة استنفار للتطبيق الصارم لإجراءات الإغلاق .
كما أن هاته القرارات تأتي في ظل إقرار الحكومة المغربية ، تمديد حظر التنقل الليلي لمدة أسبوعين إضافيين ، ابتداءً من يومه الثلاثاء الماضي ، مع الإبقاء على الإجراءات الاحترازية و التي تشمل إغلاق المطاعم و المقاهي و المتاجر و المحال التجارية الكبرى عند الساعة الثامنة مساءً ، و منع الحفلات و التجمعات العامة أو الخاصة ، و الإغلاق الكلي للمطاعم مدة 3 أسابيع في كل من مدن الدار البيضاء و مراكش و أكادير و طنجة .

كما أنها تأتي أيضا في ظل تحذير رئيس الحكومة المغربية “سعد الدين العثماني” ، أول أمس السبت ، من موجة ثالثة من انتشار الفيروس ، حيث أورد على حسابه على “تويتر” أن ” الأيام الأخيرة شهدت ارتفاعا نسبيا في أعداد الإصابات بكوفيد – 19 ، و ارتفاع عدد الحالات الخطيرة التي تستلزم الإنعاش في الـ 24 ساعة الأخيرة ، و هو مؤشر يقتضي الحذر من الجميع حتى لا نشهد موجة ثالثة” .

 

التعليقات مغلقة.