أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

ماذا يحدث لريال مدريد بعد أن كان فريقا لا يقهر؟

ماذا يحدث لريال مدريد؟ فبعدما كان لا يقهر الربيع الماضي ومتألقا في آب/أغسطس، أصبح بطل إسبانيا وحامل لقب مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم في العامين الأخيرين مترنحا بين الإصابات والنكسات في الدوري الإسباني، وبات مدربه الفرنسي زين الدين زيدان مطالبا بإيجاد الحل ضد توتنهام هوتسبر الإنكليزي في المباراة التي ستدور يوم الأربعاء 1 نوفمبر 2017 من الجولة الرابعة لدوري أبطال أوروبا.

تشخيص مثير للقلق

هي المرة الأولى منذ عام 2012 التي يحقق فيها ريال مدريد بداية سيئة للموسم في الليغا مثلما يحصل معه هذا الموسم: كسب 20 نقطة فقط في 10 مباريات، مقابل 24 نقطة العام الماضي. وبات حامل اللقب يتخلف بفارق 8 نقاط عن المتصدر وغريمه التقليدي برشلونة، وهو فارق لم ينجح النادي الملكي أبدا في تذويبه في تاريخه.

أبرزت الخسارة أمام الوافد الجديد جيرونا (1-2) الأحد بعض أوجه القصور في فريق زيدان، الذي يمر بـ”أسوأ لحظة” له على مقاعد بدلاء “الميرينغي”، على حد تعبير صحيفة “ماركا” الرياضية الإسبانية.

ومع ذلك، فقد أكد المدرب الفرنسي عدم “قلقه” بقوله يوم الأحد “يمكننا أن نتخطى كل هذه الصعاب وستأتي أفضل أيامنا”.

سِجله في ريال منذ تعيينه في كانون الثاني/يناير 2016 يضفي الصواب على ما يقوله: ففضلا عن قيادته النادي الملكي إلى سبعة ألقاب، قلب “زيزو” الطاولة في مناسبات حرجة عدة للنادي الملكي، مثلما كان الأمر في ربع النهائي دوري أبطال أوروبا عام 2016 ضد فولفسبورغ (خسر 2-0 ذهابا ورد 3-0 إيابا)، وسلسلة 4 تعادلات متتالية في خريف العام الماضي.

تشكيلة ناقصة

من الأسباب المؤثرة في النتائج التي يحققها زيدان وريال هذا الموسم، هي أن الفريق لم يتمكن حتى الآن من خوض المباريات بتشكيلته الكاملة بسبب الإصابات والايقافات.

وفى لندن مساء الأربعاء، سيغيب أربعة لاعبين أساسيين عن التشكيلة الملكية هم حارس المرمى الكوستاريكي كيلور نافاس والمدافعان الفرنسي رافايل فاران وداني كارفاخال والمهاجم الويلزي غاريث بايل.

علاوة على ذلك، كان نشاط ريال مدريد في فترة الانتقالات الصيفية معتدلا، لاسيما بالمقارنة مع الإنفاق القياسي لأندية أوروبية أخرى. لم يعوض النادي الملكي رحيل المهاجم ألفارو موراتا ولاعب الوسط الكولومبي خامس رودريغيز والمدافع البرتغالي بيبي، وهو ما أضر حتما بسياسة التناوب التي ينهجها زيدان.

نشاط أقل

في جيرونا، وأمام خصم محدود من الناحية الفنية ولكنه سخي، وجهت انتقادات للاعبي ريال مدريد بقلة النشاط والضغط على المنافس. أقر لاعب الوسط ايسكو بذلك قائلا “عابنا عدم الضغط مطلع الشوط الثاني” في إشارة إلى الفترة التي استقبلت فيها شباك فريقه هدفي الفريق المضيف (الدقيقتان 54 و59).

وعلى الأرجح أن “البيت الأبيض” بدأ يعاني من ضغط الموسم الماضي الذي توج خلاله بثنائية الدوري المحلي ودوري أبطال أوروبا ثم الكأس السوبر الأوروبية والكأس السوبر الإسبانية في آب/أغسطس 2017.

أحد أعراض ذلك؟ يعاني ريال مدريد هذا الموسم للفوز في مبارياته، على رغم أن الفريق عرف بتخصصه بحسم المباريات في الدقائق الأخيرة. ولخص زيدان ذلك بالقول “في العام الماضي، فزنا بمباريات لم نكن نستحق الفوز بها، والآن يحصل لنا العكس”.

رونالدو صائم عن التهديف

الفرق الكبير بين برشلونة وريال مدريد هذا الموسم هو أن نجم الأول ليونيل ميسي هز الشباك 12 مرة في 10 مباريات (يتصدر ترتيب الهدافين)، بينما اكتفى نجم الثاني البرتغالي كريستيانو رونالدو بتسجيل هدف واحد فقط.

المهاجم البرتغالي (32 عاما) المرشح في كانون الأول/ديسمبر المقبل لمعادلة ميسي بالتتويج بالكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم للمرة الخامسة في تاريخه، يسجل أسوأ بداية له في الدوري الإسباني، علما انه غاب عن 4 مباريات بسبب الايقاف.

في المجموع، سجل رونالدو مرة واحدة فقط من أصل 40 تسديدة، وهي نسبة منخفضة جدا وبعيدة عن معاييره المعتادة.

لحسن الحظ، أن الأمور تسير بأفضل طريقة في مسابقة دوري أبطال أوروبا لأفضل هداف في تاريخها (111 هدفا) حيث سجل خمسة أهداف في ثلاث مباريات.

الحل في ويمبلي؟

لتخفيف الضغوط قليلا على ريال، سيكون أفضل تعويض الفوز مساء الأربعاء ضد المضيف توتنهام، في قمة أوروبية تخول المنتصر فيها ضمان بطاقة التأهل إلى الدور ثمن النهائي.

قال زيدان “أمامنا مباراة رائعة للعب في ويمبلي”، واعدا بان فريقه “سيشحن بطارياته” حتى مساء الأربعاء.

من الأخبار الجيدة لـ “زيزو” هي أن ريال يلعب بارتياح أكبر نسبيا خارج قواعده، كون منافسين لا يغالون في سد المنافذ. ومع هذا العدد الكبير من اللاعبين القادرين على فرض شخصيتهم على أرض الملعب والمنافسين، يمكن للمدرب الفرنسي أن يأمل في رد فعل منهم.

وحذر إيسكو قائلا “لا يجب اعتبار أن ريال مدريد قد مات”، مضيفا “لقد أظهرنا في كثير من الأحيان أننا قادرون على العودة، ولدينا الفرصة لإثبات ذلك مرة أخرى”.

التعليقات مغلقة.