أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

طرق المحافظة على سلامة الأذن

إعداد د. مبارك أجروض

تقوم الأذن بواحدة من أعظم الوظائف ألا وهي تمكين الإنسان من سماع الأصوات وتمييزها، وتحقيق توازن الجسم، بحيث تتألف من مجموعة من الأجزاء التي تعمل بشكلٍ متكامل لتحقيق ذلك، وأوّلها الأذن الخارجية الظاهرة لنا على جوانب الرأس وتقوم بتجميع الموجات الصوتية ونقلها للقناة السمعية ومن ثمّ ذبذبته خلال غشاء الطبلة، والأذن الوسطى الموجودة على شكل تجويف يتألّف من ثلاث عظيمات، وتقوم بنقل الذبذبات إلى الأذن الداخلية، وأخيراً تأتي الأذن الداخلية التي تحتوي على العضو الرئيس المسؤول عن عملية السمع، ويتواجد داخل القوقعة الحلزونية، بحيث يقوم بنقل الاهتزازات الصوتية وإيصالها للدماغ.

وتتعرض الأذن كباقي أجزاء الجسم للعديد من المشاكل الصحيّة ولأسباب مختلفة، منها دخول مادة أو جسم غريب إليها، أو تراكم المادة الشمعية فيها، أو إصابتها بالالتهابات وتحديداً التي تصيب الأذن الوسطى نتيجة تعرضها لعدوى سببها أنواع معينة من البكتيريا؛ وحتى نحافظ على الأذن سليمة سوف نتناول فيما يلي طرق الوقاية من شمع الأذن تحديداً، إضافةً إلى مجموعة من النصائح التي تضمن استماعاً سليماً.

وللعناية السليمة بالأذن دور مهم في الحفاظ على حاسة السمع، لأهميتها في التواصل مع الآخرين والحفاظ على القدرات المعرفية، فلقد قال البروفيسور توماس كلينسنر إن للقنوات السمعية ميزة التنظيف الذاتي، إذ لا تحتاج الأذن إلى تنظيف إلا عند الضرورة.

* إزالة شمع الأذن

وأضاف طبيب الأنف والأذن والحنجرة الألماني، أنه يمكن إزالة شمع الأذن، الذي يكون ظاهرا في النطاق الأمامي من صيوان الأذن، بعود قطن، مع تجنب التوغل داخل القناة السمعية أو الضغط بقوة بالعود، أو أي أداة حادة أخرى مثل دبوس، أو مِبرد. وفي صورة العكس، قد تنشأ جروح صغيرة تساعد على توغل الجراثيم، والإصابة بالتهابات في القناة السمعية وطبلة الأذن.

* لا تمارس الرياضة وأنت ترتدي سماعة الأذن

إذا كان من الضروري الحذر والاقتصاد في استخدام سماعات الأذن لعدم الإضرار بالسمع في الأوقات العادية، وأثناء السفر أو الجلوس الاعتيادي في المنزل، فإن التحذيرات تكون أشد عندما يتعلق الأمر بارتداء السماعة أثناء ممارسة التمرينات الرياضية، تلك العادة المنتشرة بين الرياضيين باستخدام سماعة الأذن أثناء أداء التمارين قد تكون مضرة بالسمع؛ فلا تقوي جسدك وتضر سمعك

فخلال ممارسة التمرينات الرياضية يتدفق الدم بشكل كبير إلى العضلات، والرئتين، والقلب، في حين يبقى تدفق الدم إلى الأذنين قليلًا، مما يزيد من أخطار تعرضهما للمخاطر وتزيد احتمالية الإصابة بحساسية الأذن أو ضعف السمع جزئيًا أو كليًا.

هذا جانب ومن جانب آخر، قد تقلص السماعات من تركيز المخ الذي ينشغل بالنشاط الحركي للعضلات، ويتشتت بعض الشيء مع الاستماع إلى الأغاني، مما قد يؤدي إلى إصابات رياضية، أو حتى حوادث مرورية ناتجة من عدم التركيز؛ ففي مدينة شنهاي الهندية مات 600 شخص عام 2018، في حوادث دهس من القطارات نتيجة ارتداء سماعة الأذن أثناء عبور السكك الحديدية، وهو رقم ارتفع عن عام 2014، ذلك العام الذي وصل فيه هذه النوع من الحوادث إلى 379 في مدينة دلهي وحدها.

* حكة وألم

وعند الشعور بحكة وألم في الأذن، يجب الذهاب إلى الطبيب لتحديد سبب هذه الأعراض، والذي قد يكون عدوى أو حساسية. كما أن بعض الأمراض الالتهابية مثل الصدفية، والتهاب الجلد العصبي، تسبب الشعور بحكة في القناة السمعية، أو صيوان الأذن.

* الابتعاد من الضوضاء

في بعض الأماكن قد لا تكون مخيرًا في سماع درجة الصوت التي تريدها، بل مجبرًا على سماع أصوات صاخبة قد تصل لحد التلوث الضوضائي في بعض الفعاليات مثل افتتاح المحال الجديدة والأفراح، بل في وسائل النقل العامة والسيارات التي يُشغل فيها السائقون المواد الصوتية والأغاني بأصوات عالية مستخدمين سماعات كبيرة، رافعين الأصوات بشكل مبالغ فيه اعتادته أذن السائق الذي يشغله باستمرار لدرجة لا يشعر فيها السائق بأن الصوت شديد الارتفاع.

ولذلك وعندما تتعرض لتلك الضوضاء والأصوات الصاخية، يُفضل أخذ استراحة من الضوضاء لمدة 15 دقيقة، وبعد مغادرة المناسبة ذات الأصوات الصاخبة، امنح سمعك 18 ساعة للتعافي بعد التعرض لكثير من الضجيج الصاخب، وينصح بالابتعاد عن مكبرات الصوت وارتداء سدادات الأذن للتخفيف من حدة الصوت والضوضاء في البيئة المحيطة.

* الإصابة بالخرف

وكلما شخص ضعف السمع مبكراً، زادت فرص العلاج للحفاظ على حاسة السمع، علما أن السمع الجيد بحول دون تدهور القدرات المعرفية ويحد من خطر الإصابة بالخرف. وبشكل عام يجب الحرص على نظام غذائي صحي غني بالفيتامينات والمعادن للحفاظ على صحة الأذن.

التعليقات مغلقة.