إعداد د. مبارك أجروض
مما لا شك فيه أن الدورة الدموية الصحيحة في الجسم مهمة للصحة المثلى، فمن خلالها يتم نقل المواد الغذائية والمعادن والأكسجين إلى أجزاء الجسم المختلفة، ويمكن أن يؤثر ضعف الدورة الدموية على سلامة الجسم بأكمله، بما في ذلك الدماغ والقلب والكبد والكليتين والأطراف، وتتمثل الأعراض الشائعة لضعف الدورة الدموية في الإحساس بالخدر، أو الوخز في أجزاء معينة من الجسم، برودة اليدين والقدمين، والتعب، والدوخة، وتساقط الشعر وأعراض أخرى كثيرة. وقد تساهم العديد من العوامل في ضعف الدورة الدموية، مثل نمط الحياة غير الصحي، والحمل، والسكري، وارتفاع الكوليسترول، أمراض الغدة الدرقية، والسمنة، وارتفاع ضغط الدم، واضطرابات الأعصاب، وفقر الدم، والأوعية الدموية الضيقة أو المغلقة.
إن جسم الإنسان يحتوي على أوعية دموية يقدر طولها بحوالي 150 ألف كيلو متر تقريبا، والتي تشكل جنبا إلى جنب مع عضلة القلب الجهاز الدوري. تلعب تلك الأوعية الدموية دورا فائق الأهمية كشبكة للطرق يسير عبرها سائل الحياة الأحمر إلى كافة أنحاء الجسم مدفوعا بقوة نبض القلب، فيما يعرف باسم الدورة الدموية.. حيث يقوم الدم بتوصيل الأكسجين والعناصر الغذائية لخلايا الجسم المختلفة، ويحصل منها على ثاني أكسيد الكربون والمخلفات الأخرى تمهيدا لإخراجها من الجسم. لذا فإن أية مشاكل في الدورة الدموية تعني إعاقة تدفق الدم بالأوعية، مما يؤدي إلى عدم حصول الخلايا والأنسجة والأعضاء على حاجتها من الأكسجين والعناصر الغذائية، ولأجل دورة دموية أفضل، تخيرنا لكم ثماني نصائح نوردها في تلك المقالة.
* الابتعاد عن التدخين
تلك هي النصيحة الأولى، ابتعد عن التدخين بكافة صوره وأشكاله؛ حيث تحتوي كل من السجائر والنارجيلة والغليون والسجائر الإلكترونية على مادة النيكوتين. وتمثل تلك المادة خطرا بالغا على الدورة الدموية، إذ أنها تلحق ضررا بالغا بجدران الشرايين والأوردة، كما أنها تزيد من لزوجة الدم. الأمر الذي يعوق من تدفق الدم بالجسم خلال الدورة الدموية، متسببا في عواقب صحية وخيمة.
* الحفاظ على وزن صحي
إن الحفاظ على وزن صحي ـ وفقا لعمر الفرد ونوعه وطوله ـ يلعب دورا هاما في تحسين الدورة الدموية، كما أن الوزن أو السمنة يؤثران بشكل سلبي على أداء الدورة الدموية بالجسم. حيث وجدت دراسة أن خسارة الوزن قامت بتحسين الدورة الدموية لدى السيدات ذات الوزن الزائد، واللائي زادت نسب بروتين الأديبونستين بأجسامهم والمرتبط بوظائف الأوعية الدموية.
* ممارسة رياضة الجري
إن ممارسة تمارين الكارديو الرياضية ـ التي تعمل على زيادة نبض القلب أثناء ممارستها ـ بانتظام وعلى رأسها الجري أو الركض من شأنها تعزيز صحة الجهاز الدوري وتحسين الدورة الدموية، حيث تشير عدد من الدراسات إلى أن ممارسة التمارين الرياضية تحسن من قدرة الجسم على الحصول على الأكسجين واستخدامه، بجانب أنها تحسن من قدرة الأوعية الدموية على التمدد. كل هذا بالطبع يساعد الأوعية الدموية على أداء وظيفتها بصورة أفضل.
* الحصول على الحديد بشكل متوازن
يعد الحديد من أهم العناصر الغذائية، وذلك نظرا لأنه يدخل في تركيب الهيموجلوبين أحد المكونات الأساسية لكرات الدم الحمراء، والمسؤول عن حمل الأكسجين بغرض توصيله إلى خلايا الجسم. لذا فإن الحصول على كميات كافية من الحديد عبر تناول الأطعمة الغنية به – كاللحوم الحمراء والسبانخ ـ أمر لا غنى عنه لدورة دموية ذات صحة وحيوية، لكن الحصول على ذلك العنصر بصورة زائدة عن الحد قد يؤثر بشكل سلبي على صحة القلب والأوعية الدموية كما توضح بعض الأبحاث.
* تناول الأسماك الغنية بالزيوت
وفقا للعديد من الدراسات فإن أحماض الأوميجا3 الدهنية الموجودة في الأسماك الغنية بالزيوت تعزز صحة القلب والأوعية الدموية وبالتالي تحسن من الدورة الدموية. وتضم قائمة الأسماك الغنية بالزيوت عددا من الأسماك التي يقبل على تناولها الجميع مثل السلمون والماكريل والسردين والتونة. أما بالنسبة لأولئك اللذين لا يتناولون الأسماك، يمكن اللجوء إلى المكملات الغذائية التي تحتوي على الأوميجا3 بعد استشارة الطبيب.
* شرب الشاي
إن شرب الشاي بنوعيه الأسود والأخضر قد يحسن من أداء الدورة الدموية، ويرجع ذلك إلى احتوائها على مضادات الأكسدة. حيث توضح دراسة منشورة أن شرب الشاي الأسود من شأنه تحسين صحة الأوعية الدموية، مما ينعكس بشكل إيجابي على صحة الدورة الدموية. كما أثبتت دراسة أخرى أن شرب الشاي الأخضر مرتبط بتقليل خطر الإصابة بداء الشريان التاجي.
* التحكم في مستوى ضغط الدم
إن ارتفاع ضغط الدم عن المعدلات الطبيعية يؤثر على كل من الأوعية الدموية والقلب بشكل سلبي؛ حيث أن ضغط الدم المرتفع قد يؤدي إلى الإصابة بمرض تصلب الشرايين؛ مما يعوق تدفق الدم بصورة كبيرة. لذا يجب التحكم في مستوى ضغط الدم ضمن المعدلات الطبيعية عبر استشارة الطبيب، والذي يقوم بتحديد مستوى ضغط الدم المطلوب وكيفية الحفاظ عليه وفقا للسن وعوامل أخرى.
* اجتناب الجلوس لفترات طويلة
إن الجلوس لفترات طويلة سواء خلال فترات العمل أو الراحة أمر له عواقبه السلبية على صحة الدورة الدموية. إذ أن الجلوس لمدة طويلة يبطئ من تدفق الدم بالأرجل، مما قد يتسبب في الإصابة بالجلطات. لذا ينصح بعدم الجلوس لوقت طويل كل يوم، وفي حال اعتماد وظيفتك على العمل المكتبي يفضل استعمال مكتب يمكن العمل عليه أثناء الوقوف. وعلى الرغم من أن التعود على هذا قد يبدو غريبا بعض الشيء، إلا أن سيعود بالنفع على تحسين الدورة الدموية.
التعليقات مغلقة.