كلمة الشاعرة ” أمينة السباعي الأزهر” في يوم تقديم كتاب ورود بيضاء على جناحي طائر دكالة الحر حكيم عنكر
عبد الالاه علاني
حكيم الممنوع من النسيان.
مساء بعبير الوفاء
السيدة الفاضلة نعيمة زوجة فقيدنا العزيز حكيم.
علاء الامتداد النبيل.
أفراد أسرة حكيم الكريمة.
السيد عبد الرحمان عريس.
السيد رئيس الجلسة.
صديقاتي وأصدقائي الأعزاء
أجدني محرجة بتناول الكلمة حول فقيدنا الغالي المبدع الشاعر والإعلامي الحكيم حكيم رحمه الله، في حضرة صديقات وأصدقاء له، زميلات وزملاء له خبروه أكثر في مسالك الحياة والإبداع والفعل الجمعوي والصحافة، ومع ذلك، سأحاول لملمة كلماتي علها تسعفني في إلقاء تحية متواضعة، أستحضر عبرها ذكرى صديق عزيز كريم من طينة فقيدنا الغالي.
والثمانينات تشرف على الأفول، بجامعة أبي شعيب الدكالي التي شهدت معرفتي به، وأتتت أولى مراحل الصداقة معه. لم تكن فضاء للدراسة فحسب، بل مكانا تتقاسمه عدة أطياف طلابية، كان هناك غير المعنيين بالشأن الطلابي لعموم الطلبة.
وكانت هناك جماعة تدعو إلى الهجرة نحو دولة الخلافة في شبه الجزيرة العربية.
وكانت هناك مجموعة ثالثة ذات أفق تقدمي وحداثي منفتح على الفكر الإنساني والثقافة العالمية المتنورة.
وكان الصديق حكيم رحمه الله أحد أبرز رموزها ميدانيا.
بالطبع كل واحد منا من أفراد هذه المجموعة، كان له تنظيمه الخاص، إلا أن أفقنا المشترك كان يمتص كل الخلافات. في هذا السياق كانت معرفتي الأولى به، عرفته طالبا ناشطا في الحركة الطلابية وعرفته شاعرا مرهفا تجاوز عثرات البدايات.
قادتني ظروف صحية قاسية، إلى مغادرة الجديدة في اتجاه البيضاء مدينة الاسمنت العملاقة، حيث تكاد تذوب إنسانية الإنسان، بينما ظل هو في حاضرة دكالة مستمرا في توهجه وعطائه، ورغم المسافات لم ينقطع التواصل بيننا و أتذكر جيدا كيف تابعت من البيضاء يوميا محاكمته مع ثلة من رفاقه عبر أصدقائنا المشتركين. وقد حزنت جدا حين منعه الاعتقال من السفر إلى تونس لتسلم جائزة شعرية حصل عليها هناك.
بعد امتهانه للصحافة التي جعلته يهاجر دكالة العزيزة على قلبه، وينتقل إلى الرباط والبيضاء وعواصم خليجية، ظللت ألتقية في معرض الكتاب، وخلال لقاءاتنا هذه، كان دائم الابتسامة كعادته ويسأل عن صديقات وأصدقاء المرحلة الطلابية ممن انقطعت صلته بهم ويسأل عن البليدة وأخبارها وأحوالها.
وتوطد التواصل بيننا بفضل وسائل التواصل الاجتماعي وقطعنا وعدا أن نلتقي وبعض صديقات وأصدقاء المرحلة حول مائدة دكالية عتيقة.
وأتذكره جيدا حين بدأت أنشر محاولاتي الشعرية، كان من بين أول المبادرين إلى تشجيعي ومطالبتي بعدم الاستسلام، لأن الحقل الثقافي كما كان يقول دائما، لا يخلو من إحباطات، وسأعلم لاحقا أنه لم يتهاون يوما عن تشجيع زملائه الشباب في الصحافة، وهذه سمة أخرى من سيمه النبيلة الكثيرة.
أفجعنا رحيلك يا حكيم وزادت الفاجعة بفقد صديق عزيز من نفس المرحلة كان هو الآخر شعلة في الحقل الطلابي بنفس بلاغة وقوة وإقناع وجرأة حكيم عنكر، ويتعلق الأمر بالعزيز مصطفى جرحو رحمهما الله جميعا واسكنهما فسيح جناته.
يا ابن السهل العريض!
لا لوم لقلوب كسرها
خبر رحيلك.
لا غرو لدموع أججها
وجد فراقك.
لا ملامة لنبض يتفطر،
وصبر يشتكي
اغتيال الكدر.
سلام عليك حيث أنت
سلام على من غيبه القدر
ولم تغيبه الذاكرة.
حاضر أنت يا حكيم،
وهذا علاء لن يسدل الستار
على باب مدرستك التي أسست،
لن يسمح بهدم دعائمها
الثلاث:
الصدق – الإبداع – الموضوعية.
إرث قيم من حروف
تختزل من الذكريات
ما يجعلك ممنوعا من النسيان.
حيا فينا
لطالما أبدعت وأمتعت
حكيم أيها الصديق الصادق
سيظل سلامنا
ينساب وارفا
مع نسيم ذكراك
ينساب قوة
تكفي لمصارعة
أمواج الفجع
التعليقات مغلقة.