أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

تسخير المسجد لتحقيق البراغماتية بين سلطة السقوط الإعلامي و مسؤولية “التوفيق”

الإعلامي المتخصص م ـ ع

 

طلع علينا أحد المواقع الإلكترونية المعروفة بنشر السخافة و الابتذال و “المسخ” بقيامه بتغطية صلاة الجمعة من أحد المساجد المغربية بطنجة ، و هي خطوة تعكس مستوى السقوط في التعاطي مع الجانب الروحي للمغاربة ، و تعكس أيضا مستوى انحدار المؤسسات القيمة على الشأن الديني التي رخصت لصحافة “الزفت و التبليط” باختراق فضاء روحي للمؤمنين بغرض تحقيق نفع خاص على حساب الأمن و المسؤولية الروحية .

 

إن ما وقع يجعل وزارة “أحمد التوفيق” في دائرة الاتهام من باب الترخيص لهاته المؤسسة المعروفة لدى المغاربة ، بالتصوير من داخل هذا الفضاء الروحي ، و إن استمر الحال على ما هو عليه ، فلينتظر السيد “التوفيق” آلاف الميكروفونات و الكاميرات مزروعة في مختلف أركان المساجد بقوة الترخيص الذي منحته الوزارة لهاته “السخافة” ، و هو الأمر الذي يقتضي تعميمه على كافة المواقع الإخبارية المغربية .

 

إن ما لاحظناه اليوم ، عكس الصورة الساقطة التي وصل إليها المشهد التدبيري للشأن العام ، و الأخطر من ذلك أن الأمر يتعلق بالأمن و السلامة الروحية للمغاربة ، البعيدة كل البعد عن الاعتبارات السياسية ، فما بالك بسياسة الابتدال التي خلفها هذا الموقف اللامسؤول من قبل الوزارة الوصية على الشأن الديني .

 

إن المؤمنين حين يلجون المساجد من أجل الصلاة ، فهم يقفون أمام الله عز و جل ، خاشعين مبتهلين متضرعين ، سائلينه المغفرة و الأجر و الثواب و حسن الختام ، خاصة و أننا في يوم مبارك ، ألا و هو يوم الجمعة الذي اعتبره الله عز و جل يوما للـتآخي و التـآزر ، لا أن نكون أمام “لايفات” و “بوستيرات” و هلم جرا من لغة المسخ التي أصبحنا نشاهدها ، و التي لا تعكس إلا الصورة القاتمة لمغرب اليوم ، الذي نحلم به ينعم بالأمن و الأمان الروحي و السياسي و الاجتماعي ، و التنمية الشاملة ، بما فيها تنمية العقليات المتخلفة التي لا ترى في كل شيء سوى دراهم تذر الأرباح و لو على حساب القيم و المثل العليا للأمة ، لأن المساجد هي للتقرب إلى الله عز و جل لا إلى أخد اللقطات و الصور ، و لم لا التصريحات حول موقف المصلين من الإمام و خطبته اليوم ؟؟؟؟؟ ، دون أن ننسى اعتماد المساجد كوسيلة للارتزاق ، الذي تتحمل مسؤوليته الكبرة وزارة “التوفيق” ، و معها الأجهزة الأمنية المختلفة التي ترقب كل صغيرة و كبيرة داخل المساجد ، لكنها بقدرة قوى أخرى لم تلحظ ، أو بالأصح أغمضت عينيها عن حالة المسخ هاته ، التي إن استمرت فتسقط ما تبقى من صور القيم الكبرى و العظيمة التي رسخها المغاربة في تعاطيهم مع المسألة الإيمانية و التي تميزهم عن باقي دول العالم ، و في ذلك فليتنافس المتنافسون ، لا في نقل “المسخ” إلى المساجد ، فنسقط المسجد و دوره التنويري و الإيماني لفائدة الاقتصاد الذي يكيف السياسة في منظور القائمين على هاته القناة و الداعمين لهم من قريب أو بعيد .

التعليقات مغلقة.