دار الشباب ويسلان من مركز ثقافي إلى مركز لأخذ اللقاح وشباب المنطقة يتساءل إلى متى….
مكناس : محمد بنكبيرة
مكناس : محمد بنكبيرة
طالما شكلت دار الشباب “ويسلان” المتنفس الوحيد لساكنة هاته المدينة التي تعاني على جميع الأصعدة والمستويات، حيث كانت تعتبر الشمعة الوحيدة المضيئة في المنطقة قبل أن تلقى هي الأخرى مصيرا مجهولا وعادت مستودعا مغلق الأبواب .
وبالرجوع للأحداث و المعطيات، و كيف تناسلت في غياب تام لأي رد فعل من طرف المختصين، قبل ظهور كورونا بسنة تم إغلاق دار الشباب الوحيدة في “ويسلان” بداعي الإصلاح و الصيانة، فعاش وقتها شباب المنطقة مرحلة فراغ، و هم ينتظرون أن يعود هذا المركز للاشتغال، و أن تعود عجلة الثقافة و الفن للدوران من جديد بعد الركود الطويل الذي لم يقوى عليه شباب ويسلان الناشطين في هذا المركز .
بعد سنة من الانتظار و الوعود الكاذبة و الزائفة ظل الأمر كما هو، و ظلت أبواب دار الشباب مغلقة في وجه مرتاديها، و لا آذان صاغية التقطت إشارات المطالبين بفتحها، بل بدأت كل جهة تتنصل من المسؤولية و ترمي بالكرة في ملعب الجهة الأخرى، لتصرف الأنظار عنها و تنسل من الأمر كالشعر من العجين، و جاء هذا بمثابة إهمال للشباب و هضم حقهم في ممارسة أنشطتهم الثقافية و الفنية، و دون مراعاة لما قد يترتب عن هذا الفراغ من تعاطي للمخدرات و ترامي لأمور قد لا يحمد عقباها .
و بين المطالبة بفتح دار الشباب و تعنت الجهات المسؤولة جاءت جائحة كورونا التي عطلت حركة جميع الميادين وأوقفت كل عجلة عن دورانها فحالت دون أن يحدث أي تغيير في الموضوع، بل على العكس ازداد الحال صعوبة طيلة فترة الحجر الصحي.
و بعدما عادت المياه لمجاريها واستؤنف العمل في جميع المؤسسات و الإدارات بقيت أبواب دار الشباب مغلقة في وجه شباب “ويسلان” بدون أي سبب أو مبرر، حتى رأت النور أخيرا، لكن كمركز للتلقيح و ليست للشباب .
الشيء الذي تقبله في البداية شباب المنطقة والجمعيات التي تنشط في دار الشباب، لكن بعدما طال الأمر في استغلاله لتطعيم الساكنة بلقاح كورونا، لا سيما بعد الشروع في أخذ الجرعة الثالثة التي ما زالت تتواصل دون معرفة إلى متى؛ رفعت الأصوات مرة أخرى تطالب بالإفراج عن هذا المركز لصالح الجمعيات و الشباب للاستفادة منه و نقل مركز التلقيح إلى جهة أخرى، خصوصا و أن الإقبال على عملية التلقيح انخفض بنسبة كبيرة.
ليس معقولا أن يظل مركز الشباب الوحيد في المدينة مغلقا دون توفير أي بديل للجمعيات لكي تمارس حقها في الأنشطة، و في المقابل نواجه بصمت رهيب من طرف المجلس البلدي الذي لم يكلف نفسه عناء الخروج لتوضيح الأمر، و إطلاق الوعود على الأقل، بل إنه استعمل كل طرق الهروب من التواصل مع الشباب و الجمعيات.
أصبحت مسؤولية فتح أبواب دار الشباب ب”ويسلان” ككرة اللهب الحارقة، كل جهة ترميها في يد الجهة الأخرى لتتخلص منها دون آلم ليبقى المجتمع المدني الحلقة الأضعف وسط كل ما يقع، هذا دون نكران أنه حتى بعض الجمعيات في ويسلان دخلت كواليس هاته اللعبة القذرة، فأصبحت مشاركة في لعبة التوازنات و جبر الخواطر بل إنها تماطل مع الجهات المسؤولة لتظل أبواب دار الشباب مغلقة لغاية في نفس يعقوب، و هذا يمر على حساب حق الشباب و الجمعيات الناشطة في ويسلان.
و يبقى السؤال الجوهري المطروح بقوة و بإلحاح كبيرين هو متى تلتقط الجهات المسؤولة إشارات الشارع الويسلاني و تستجيب لمطالبه العادلة فتفتح أبواب دار الشباب؟
[…] لقراءة الخبر من المصدر […]