الأزمة الأوكرانية بين تأكيد موسكو بداية انسحاب قواتها وتكذيب واشنطن والغرب فأية آفاق تلوح؟

محمد حميمداني

تقول الولايات المتحدة الأمريكية إن الكرملين يكذب بادعاءه بدأ سحب جزء من قواته التي تم حشدها في شبه جزيرة القرم وبيلاروسيا، منذ يوم الثلاثاء، وفي المقابل تصر روسيا على بداية الانسحاب، مضيفة أن انسحابا جديدا لقواتها قد تم، يوم الخميس، من شبه جزيرة القرم ، وتقدم صورا عبر تلفزيونها الرسمي.

 

الوضع في أوكرانيا وضياع مقود الحقيقة

 

قالت روسيا، اليوم الخميس، أنها تواصل انسحابها العسكري لليوم الثالث على التوالي، وتفيد بأن قطارا عسكريا محملا بالمعدات قد غادر شبه جزيرة القرم، إلا أن الغرب يرفض تصديق ذلك.

 

في الجهة المقابلة، قال البيت الأبيض، إن روسيا لم تسحب قواتها من الحدود مع أوكرانيا، لكنها، على عكس ما زعمت، جمعت، منذ يوم الثلاثاء، ما يصل إلى 7000 جندي على أبواب البلاد.

 

وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض، يوم الأربعاء، دون تحديد هويته، أن الوضع لا يوحي بأن الروس يبحثون عن حل دبلوماسي.

 

المخاوف من تصاعد الوضع لم تتوقف، والقلق الغربي متزايد من إمكانية قيام موسكو بعمل عسكري خاطف ضد أوكرانيا، والمصادر الغربية تقول إن موسكو جهزت لذلك أكثر من 100000 جندي، وهم متواجدون على الحدود.

 

الغرب يقول إن العقوبات الاقتصادية “الضخمة” جاهزة في حالة قيام موسكو بأي عمل عسكري ضد أوكرانيا، في ظل نفي روسي بأية نية للغزو، مؤكدا أن الأمر لا يتعدى مناورات عسكرية روتينية، وأن الغرب عبر إعلامه يضخم المشهد في محاولة لخلق جو ورأي عام مساند، الخلاصة الحقيقة هي أن الوضع متفجر في قلب أسوأ أزمة مع الكرملين منذ نهاية الحرب الباردة.

 

موسكو تؤكد بداية الانسحاب

صباح يومه الخميس، عرض التلفزيون الروسي الرسمي، قطارا محملا بشاحنات عسكرية يعبر الجسر الذي يربط شبه جزيرة القرم بالأراضي الروسية، وقالت وزارة الدفاع الروسية “إن وحدات المقاطعات الفيدرالية الجنوبية التي أكملت مشاركتها في المناورات التكتيكية على قواعد شبه جزيرة القرم في طريقها للعودة إلى قواعدها الداخلية عن طريق خط السكك الحديدية”.

 

الغرب لا يثق في الروس ويجيش الإعلام ضدهم

 

المعسكر الغربي يكذب تصريحات الكرملين، حيث قال مسؤول أمريكي كبير، يومه الأربعاء، رفض الكشف عن هويته “في الأيام الأخيرة زادت روسيا من وجودها على طول الحدود الأوكرانية بما يصل إلى 7000 جندي، وصل بعضهم اليوم (الأربعاء)”.

 

وسار الرئيس الأوكراني “فولوديمير زيلينسكي”، على خطوات الدعاية الغربية، حيث قال إنه لم ير أي علامات على انخفاض عدد القوات الروسية على حدود أوكرانيا، جاء ذلك عقب حضوره تدريبات عسكرية كبيرة في غرب البلاد، وزيارته الجبهة الشرقية بمحاذاة الخط الأمامي مع الانفصاليين الموالين لروسيا، مضيفا “نحن لسنا خائفين من أي شخص (…) وسندافع عن أنفسنا”.

 

الدبلوماسية تسابق الزمن فهل تنجح؟

 

تستمر المساعي الدبلوماسية في الاشتغال وبالسرعة القصوى، فمساء الأربعاء، وخلال اتصال هاتفي، وافق الرئيس الأمريكي “جو بايدن” والمستشار الألماني “أولاف شولز” على حث روسيا على “اتخاذ إجراءات حقيقية لتخفيف التصعيد” مع “توقع عواقب وخيمة للغاية” في حالة هجوم روسيا على أوكرانيا.

 

وستلتقي، يوم السبت، على هامش مؤتمر ميونيخ الأمني، نائبة الرئيس الأمريكي “كامالا هاريس” بالرئيس الأوكراني “فولوديمير زيلينسكي” وأيضا بالعديد من المسؤولين الأوروبيين.

 

ويوم الخميس، سيجري رؤساء دول وحكومات الـ 27 مناقشات حول آخر تطورات المشهد الأوكراني، قبل بدء قمة بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي في بروكسل.

التعليقات مغلقة.