أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

بسبب تلفظها باسم المغرب حين حديثها عن مدينة “تلمسان” كابرانات الجزائر يعفون مديرة التسويق بالخطوط الجوية الجزائرية من مهامها

محمد حميمداني

يبدو أن مجرد ذكر اسم المغرب أصبح يشكل “فوبيا” لكابرانات الجزائر، وهكذا ووفق ما نقلته صحيفة النهار الجزائرية، حيث لاحظت وجود “تجاهل واضح لجزائرية مدينة تلمسان وكأنها تقع خارج التراب الوطني تماما” حسب قول الصحيفة.

 

وفي هذا السياق أوردت وسائل إعلام جزائرية، أن الخطوط الجوية الجزائرية، قامت بإنهاء مهام مديرة التسويق في الشركة، نهلة بن بلقاسم، لا لشيء إلا لقولها بأن مدينة “تلمسان” تزخر بالآثار “الإسبانية والمغربية وطابعها الاندلسي، كما أنها مدينة الفن والتاريخ الملقبة بـلؤلؤة المغرب العربي”.

 

قول على بساطته لم يرق لنظام الكابرانات ليس لأنه أشار إلى إسبانيا أو الأندلس بل لأنه أدرج اسم المغرب، وبما أن الاسم يشكل “فوبيا” للعسكر الجزائري، فكان لا بد في بلد القمع والمنع حتى عن التعبير عن الرأي، أن تعتبر الخطوط الجوية الجزائرية، الحديث عن الآثار الإسبانية-المغربية “خطأ جسيما”، فيما أوردته صحيفة “النهار” الجزائرية، وهو ما أوضحته من وجود “تجاهل واضح لجزائرية مدينة تلمسان وكأنها تقع خارج التراب الوطني تماما”.

 

وأوضحت الجريدة أن هذا المنشور، “أسال الكثير من الحبر وخلق جدلا واسعا على مستوى وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصا ما حمله في طياته من ربط لمدينة تلمسان بالمغرب واسبانيا في وقت تشهد الجزائر علاقات متوترة على وجه الخصوص مع هذين البلدين”.

 

ولم يقف انتقام نظام الكابرانات عند هذا الحد بل تعداه إلى إنهاء العقد الذي يربط قسم التسويق في الخطوط الجوية الجزائرية، بوكالة للاتصالات. 

 

وللإشارة فقد كانت صورة الإعلان تصور مرور طائرة الخطوط الجوية الجزائرية فوق صومعة المنصورة “ضاحية مدينة تلمسان” التي بناها السلطان أبو يعقوب المريني، أحد ملوك دولة بني مرين بالمغرب، والتي أردفوها بتعلق يقول “فخورة بماضيها المجيد والمزدهر، بآثارها الإسبانية-المغربية وطابعها الاندلسي، تلمسان مدينة الفن والتاريخ الملقبة بلؤلؤة المغرب العربي”، عبارات كانت كافية لبدأ مسلسل الانتقام العسكري، من معدي ومقدمي الإعلان.

 

وعلى الرغم من امتثال المشرفين على الصفحة لغضب عسكر الجزائر، بعد مرور ما يقارب الثمان ساعات، وحذفهم كلمتي “الإسبانية-المغربية”، ومع ذلك اعتبر الأمر “خطئا جسيما”، وتم تحريك مساطر الانتقام العسكرية التي يرزح تحت نيرها الشعب الجزائري الشقيق، في بلد تنعدم أبسط شروط المواطنة وحرية الإدلاء بالرأي والتعبير.

 

وللإشارة ووفق المصادر التاريخية فإن قبائل تلمسان، كانت قد بايعت السلطان المغربي مولاي عبد الرحمن (1822 – 1859)، بعد حالة الوهن والضعف التي أصبحت عليها الإمبراطورية العثمانية التي كانت تسمى حينها ب “رجل أوروبا المريض”، واحتلال فرنسا للجزائر.

التعليقات مغلقة.