أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

القطاع الصحي بالريصاني تحت المجهر

عانت مدينة الريصاني، وعلى غرار العديد من الاقاليم المكونة لجهة درعة تافيلالت من تخلف كبير في مجالات التنمية الاجتماعية والاقتصادية، كما يصنف سكانها، بحسب مجموعة من التقارير في خانة الفقراء والجماعات الأكثر فقرا في المغرب. ويعزى دلك بالاساس الى ان صبيب تدفق الاستثمار العمومي على المدينة ضعيف، الامر الدي جعل المدينة تحتل مراتب متأخرة في نسبة استفادة سكانها من الحقوق الأساسية، وعلى راسها الصحة والتعليم…

وبالرغم من المجهودات والاهمية التي يحظى بها القطاع الصحي  لدى المجلس البلدي للمدينة بحيث يمكن التاكيد  على ان المنجزات التي تعرفها اليوم المدينة تعتبر من ابرز احتهاداته. لكن بالرغم من كل دلك لازالت الأوضاع التنموية والاقتصادية والاجتماعية “المزرية” الحالية تثير الكثير من الاحتجاجات قصيرة أو بعيدة الأمد.

خدمات صحية رديئة

تمثل وضعية القطاع الصحي بشكل عام  ابرز مؤشر على ضراوة منطق الاقصاء والتهميش  الدي تعاني منه المدينة والدي ادى في الماضي الى  وفاة العديد من الضحايا بسبب الاهمال الطبي وقلة امكانات العلاج. ورغم الاحتجاجات المتكررة للساكنة إلا أن الجهات المسؤولة عن هذا القطاع داخل الاقليم غالبا ما تعمد في مواجهة هده الاحتجاجات الى تبرير التهميش الدي يعيشه قطاع الصحة  بغياب الوسائل الضرورية التي من شانها تحقيق جودة الخدمات الصحية .

لقد كانت آمال ساكنة الريصاني كبيرة عند تدشين الوزير السابق الحسين الوردي مستشفى للقرب يستجيب لتطلعات الساكنة. ومند دلك التاريح،  ظلت وتيرة الأشغال تسير ببطء.  فاين يكمن ادن الخلل؟

لقد رصدت لهدا المشروع ميزانية هامة في اطار توسيع العرص الصحي داخل المدينة والدي فازت لصفقته احدى المقاولات، ومع مرور الوقت  عاينت الساكنة  بطء وتيرة الاشغال نتيجة اعتماد المقاولة على عدد محدود من العمال ، بالاضافة الى استعمال آليات جد متدهورة ، بل الاكثر من دلك غياب حس المسؤولية لدى المقاولة، وخير دليل على دلك عدم اقامة لوحة اشهارية للمشروع تبين فيها قيمة المشروع ومدته، مع العلم   أن دفتر التحملات يحدد المدة الزمنية لإنجاز المشروع و في حالة تجاوز هذه المدة تطبق غرامة مالية على الشركة عن هذا التأخير كما هو جاري به العمل في مدونة الصفقات العمومية.

ادا كانت بداية الاشغال مؤشرا على رغبة المسؤولين في الرفع من جودة الخدمات الصحية المقدمة للساكنة،فان التاخر في انجاز هدا المشروع الدي  سيساهم لا محالة في تحقيق نقلة نوعية على مستوى الخدمات الصحية الموجهة للساكنة ليدعو الجهات المختصة الى ضرورة البحث عن  مكامن الخلل و الإسراع في انجاز هذا المستشفى و تسهيل المساطر الإدارية و التقنية التي تعرقل سير هذه الأشغال لأن الأمر يتعلق بصحة المواطن خصوصا أن المنطقة في حاجة ملحة لهذا المستشفى قصد تخفيف الضغط على المستشفى الإقليمي بالراشدية (مستشفى مولاي علي الشريف).

و للإشارة فأن بلدية مولاي علي الشريف تسهر وفي حدود الاختصاصات المخولة لها  على انجاز المشاريع التي تمت المصادقة عليها من ترميم و صيانة و كهرباء لتقوية بنيتها التحتية و تيسير خدمات المواطنين الإدارية في جو يسوده الانسجام و المسؤولية الملقاة على عاتقهم، و لهذا فإن ساكنة مدينة الريصاني تتوخى من جميع المسؤولين عن هذا القطاع من سلطات محلية، منتخبين و جمعيات مدنية فتح تحقيق عن سبب هذا التاخر لتنوير الرأي العام، والبحث  عن الحلول الممكنة لوقف استمرار وتيرة اشغال بناء المستشفى على النحو الدي تسير عليه اليوم.

يوسفي مصطفى

التعليقات مغلقة.