بأسمى مظاهر الفرح والإعتزاز وحس الفخر الوطني، ترأس السيد “شكيب بلقايد”، عامل عمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان، ليلة يوم الاحد 6 نونبر الجاري، بالقاعة الكبرى للعمالة، مراسيم حفل الانصات للخطاب الملكي السامي الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره وأيده للشعب المغربي بمناسبة الذكرى السابعة والأربعين للمسيرة الخضراء.
وقد حضر مراسيم حفل الإنصات للخطاب الملكي السامي إلى جانب عامل إقليم الفداء، وفد رسمي هام ضم كلا من الكاتب العام للعمالة، رئيس قسم الشؤون الداخلية ورئيس المجلس العلمي المحلي، ومختلف رؤساء المصالح الخارجية والمنتخبون المحليون ورؤساء مقاطعتي “الفداء” و”مرس السلطان” وبرلمانيو الإقليم، الى جانب ممثلي السلطات المحلية، الأمنية، العسكرية والقوات المساعدة والوقاية المدنية والقضائية، بالإضافة إلى عدد هام من المواطنين، وفعاليات من المجتمع المدني، ورجال الإعلام.
وكان صاحب الجلالة الملك، محمد السادس، نصره الله، وجه مساء يومه الأحد، من القصر الملكي بالرباط خطابا ساميا إلى الأمة بمناسبة الذكرى السابعة والأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة، الذي يخلده الشعب المغربي من طنجة إلى الكويرة، بأسمى مظاهر الفخر والاعتزاز هذه الملحمة الساطعة في مسار الكفاح الوطني من أجل استكمال الاستقلال وتحقيق الوحدة الترابية للمملكة.
إذ يشكل تخليد هذا الحدث النوعي لحظة قوية لاستحضار الأمجاد التي طبعت هذه المحطة التاريخية، التي لم يسبق لها مثيل عبر العالم، والتي تظل منقوشة بمداد من ذهب في الذاكرة الحية للمغرب، الذي يواصل مسيرته المباركة نحو مدارج التقدم والرخاء تحت القيادة المستنيرة للملك محمد السادس.
كما تُــجسد المسيرة الخضراء، التي أبدعتها عبقرية المغفور له الحسن الثاني، وانطلقت فيه جماهير المتطوعين من كل فئات المجتمع المغربي سنة 1975 صوب الأقاليم الجنوبية لتحريرها من براثن الاستعمار الإسباني، في أروع صور التلاحم بين العرش العلوي والشعب المغربي، من أجل استكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة الترابية المقدسة.
وأظهر هذا الأسلوب الحضاري السلمي الفريد من نوعه، للعالم أجمع، صمود المغاربة و إرادتهم الراسخة لاسترجاع حقهم المسلوب، و عزمهم على إنهاء الوجود الأجنبي والاستيطان الاستعماري، حيث حققت المسيرة الخضراء المظفرة أهدافها، وحطمت الحدود المصطنعة بين أبناء الوطن الواحد، مستندة إلى كتاب الله، والدفاع عن حمى الوطن، والتمسك بالفضيلة وبقيم السلم والسلام في استرداد الحق المسلوب والذود عنه.
وهكذا، وأمام الحشود الغفيرة المسلحة بالمصحف الكريم والعلم الوطني، لم تمتلك سلطات الاحتلال الإسباني إلا الرضوخ لإرادة الملك والشعب في استكمال وحدة الوطن، لتصبح بذلك هذه المسيرة حدثا تاريخيا شد أنظار العالم، وخلف أصداء كبيرة، عاكسا بذلك عزم وإرادة وإيمان المغاربة وتعبئتهم التامة والشاملة من أجل استرجاع الأراضي المستلبة.
وتكللت ملحمة الفتح الغراء بنصر المغاربة الذين رفعوا راية الوطن خفاقة في سماء العيون بتاريخ 28 فبراير 1976، إيذانا بانتهاء فترة الاحتلال والوجود الأجنبي بربوع الصحراء المغربية، لِيَلِيَها استرجاع إقليم وادي الذهب في 14 غشت 1979.
الواقع أن ذكرى المسيرة السلمية تدعو وتستحث القوى الحية وسائر الأطياف السياسية والنقابية والحقوقية والشبابية والنسائية على تقوية الجبهة الداخلية الوطنية، وتعزيز التوجهات والاختيارات التنموية التي تستجيب لانتظارات وتطلعات سائر فئات وشرائح المجتمع المغربي، في تحقيق أسباب رغد العيش والتقدم الاقتصادي والرفاه الاجتماعي، في وطن ينعم فيه أبناؤه بالعزة والكرامة والرخاء والاستقرار.
وها هو المغرب اليوم، بقيادة باعث النهضة المغربية الملك محمد السادس نصره الله، يقف صامدا في الدفاع عن حقوقه المشروعة، مبرزا بإجماعه التام استماتته في صيانة وحدته الثابتة، ومؤكدا للعالم أجمع، من خلال مواقفه الحكيمة والمتبصرة، على إرادته القوية وتجنده التام دفاعا عن مغربية صحرائه، ومبادرته الجادة لإنهاء كل أسباب النزاع المفتعل، وسعيه إلى تقوية أواصر الإخاء بالمنطقة المغاربية خدمة لشعوبها وتعزيزا لاتحادها واستشرافا لآفاق مستقبلها المنشود.
وكان من ثمار هذه الدينامية التنموية التي جعلت من الأقاليم الجنوبية للمملكة ورشا مفتوحا للإنجازات النهضوية، أن أصبحت هذه الربوع تسجل أدنى معدلات للفقر على المستوى الوطني، وأدنى مستوى للتفاوتات الاجتماعية، وأفضل النتائج في مجال الإنجازات الاجتماعية، والخدمات الصحية والسكن، وأعلى نسب نمو الناتج الداخلي الخام، وأفضل أداء لسوق الشغل، ما عزز بشكل مطرد من جاذبيتها الاقتصادية.
وبذلك، باتت الأقاليم الجنوبية تستجمع كافة المتطلبات الكفيلة بتجسيد نظام الجهوية الموسعة، التي يريدها الملك محمد السادس أن تكون نقلة نوعية في مسار الديمقراطية المحلية في أفق جعل الأقاليم الجنوبية نموذجا للجهوية المتقدمة، بما يعزز تدبيرها الديمقراطي لشؤونها المحلية، ويؤهلها لممارسة صلاحيات أوسع.
التعليقات مغلقة.