أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

تعليقا على الأوضاع المزرية بالمغرب

بقلم المدون الإعلامي عبد المجيد الإدريسي

لقد صارت الظروف في المغرب قاهرة، رغم ما يبدو من تطور سطحي في الأفق، حيث أن الوضع في المغرب يزداد بشاعة على عدة مستويات، وبات أمر الإنسان المغربي على المحك، فهو يعيش ظروفا مزرية قاهرة تجبره على الانسحاب من حياته وأحلامه وطموحاته.

ثم إنه بات محكوما بثقافة المتناقضات، فهو مرتبط عاطفيا بالمجتمع الذي وجد نفسه فيه، وفي نفس الوقت يرغب في مسايرة ثقافة مرت من هنا ذات يوم، لما تحمله من انفتاح ودعوة لممارسة الحياة، ثم يجد هذا المواطن نفسه خاضعا لمجموعة من الإيديولوجيات تقيده وتؤطره دون أن يفكر في إعادة النظر فيها أو محاولة الانسلاخ منها، عله يجد ذاته في هذا الوجود.

الأمر الخطير هو أن هذا الإنسان توجهه أنظمة وقواعد ليست منضبطة تماما، وهذه المناهج تعمل بشكل خفي على ترسيخ ثقافة الجهل، والدفع بالمواطن بعيدا عن التفكير واستخدام العقل، ومن أجل ذلك تعتمد على عدة وسائل كالمدرسة والمسجد والإعلام، وفي هذا الإطار تندرج سياسة الاستحمار.

فالدولة تمارس نوعا من التقليل من شأن الإنسان المغربي سواء على مستوى المناهج المعتمدة في المدرسة، أو البرامج الإعلامية المليئة بالتفاهات، وكلها لا تشجع على التفكير، بقدر ما تدفع بالعقل نحو الخمول.

يبدو منطقيا أن ندرج فن الاستحمار عندما نتحدث عن مغرب ما بعد الاستعمار، ذلك أن جل السياسات المعتمدة في هذا الإطار لا تسير وفق ما ينبغي أن تسير عليه، بقدر ما تنحى منحا سلبيا غامضا، وهذا المنحى يؤثر على الإنسان المغربي.

فالواقع يؤكد أن الدولة تقلل من شأن المواطن، ولا تضعه ضمن أولوياتها، ولا تعتبره غاية من أجل التطور والتنمية، بل إنها تحسبه وسيلة في يدها من أجل مصالحها، ولعل هذا سبب مقنع يؤكد أن الدولة تمارس فن الاستحمار، وتجعل الموطن المغربي في خبر كان؛ ورفضا لهذه المسألة أصبح مقبولا أن نمجد ثقافة المستعمر.

التعليقات مغلقة.