لماذا مسلسل “العالية” بالذات؟

تبرز المسلسلات العربية بشكل كبير، في شهر رمضان المبارك، في كل عام، وتتنافس القنوات العربية علي تقديم الأفضل للمشاهدين، من خلال ما تقدمه من مسلسلات وبرامج متعددة طوال الشهر الكريم.

وفي القنوات “اليمنية” برزت قناة “يمن شباب” اليمنية في تقديم مسلسل “العالية”، الذي يعرض يومياً خلال شهر رمضان، حيث لاقى المسلسل إعجاباً ومشاهدة لدى المشاهد اليمني، مقارنة مع المسلسلات اليمنية التي تعرض على القنوات اليمنية الأخرى.

وقد برز ذلك من خلال ما كتبه وغرد به ونشره الناشطون ورواد “السوشل ميديا”، حيث يجسد المسلسل حياة ومعاناة اليمنيين في عهد الكهنوت الإمامي البغيض، قبيل إعلان الجمهورية اليمنية ما قبل الثمانينات.

حيث قدم المسلسل صور ومشاهد لما كان يمارس في حق البسطاء من الناس من ظلم واذلال واستبداد وإقطاعية ونهب الحقوق وممتلكات الرعية إبان عصر الإمامة والتفرقة والعنصرية.

وجسد المسلسل دور الاحرار والشرفاء في مواجهة ومقارعة الظالمين والطغاة، وما يقدمه الرافضون للظلم من تضحيات كبيرة في سبيل الحرية والكرامة ومقارعة الظلم وانتهاك الحقوق والحريات.

ومساهمة هؤلاء في تحقيق حياة كريمة تقوم علي العدل والمساواة.

وقد حضي المسلسل بمتابعة كبيرة من مختلف شرائح المجتمع اليمني، من سياسيين ونخب مثقفة وناشطين وحقوقيين وعامة الناس، ولعلي مما جعل مسلسل العالية يتصدر الأكثر مشاهدة لدى اليمنيين خلال شهر رمضان من بين عشرات المسلسلات اليمنية التي تعرض في عدد من القنوات اليمنية، هو أن مسلسل العالية جمع في مشاهده وحلقاته واحداثه العهد البائد بالعهد الحالي لحال ووضع اليمن واليمنيين.

حيث أن ما يشهده اليمن اليوم من غياب للدولة وتحول ثرواته وخيراته لإقطاعية لحساب جماعة تستحوذ علي كل ايراداته وثرواته، وحولته بذلك إلي إقطاعية لها ولمصالحها، وممارسة الظلم والقمع والاذلال والاستبداد يُعد امتدادا للعهد الإمامي البائد الذي لم يسقط الا بثورة الشعب آنذاك.

كما عرض المسلسل الحقيقة العظيمة للمرأة اليمنية، ونضالها الأسطوري مع أخيها الرجل في مختلف المتغيرات والاحداث والثورات اليمنية حيث كانت ولا زالت جزءا لا يتجزأ من عملية النضال وإحداث التغيير والانتصار للحرية والكرامة لليمن واليمنيين.

حيث كان للمرأة الدور الأكبر في مسلسل “العالية” من خلال دور (عزيزة) زوجة الشيخ “فاضل”، وقد قامت بتأدية الدور، الممثلة اليمنية  المتميزة “مني الاصبحي”، حيث أتقنت الدور وتلبست الدور بشكل رائع وحقيقي؛ كما أن من أسباب نجاح هذا المسلسل هو ان اختيار الممثلين الذين قاموا بالأدوار كان اختيارا موفقا وبعناية.

هذا ويعرض مسلسل “العالية” حلقاته الأخيرة  برسالته العظيمة التي تتمثل في مناهضة الظلم والظالمين، وأن الانتصار على معاقل التخلف والجهل والاستبداد لايكون الا بوعي شعبي حقيقي ينتفض.

ولا يتشكل ذلكم الوعي إلا بتوفر حالة من الرفض والانتفاضة والثورة التي حتماً ستقتلع الظلمةٍ والطغاة وتحقق العدل والمساوة لكل شعب يتطلع غلى نهارات العزة والكرامة والحرية والعيش الكريم والنهضة والبناء والاستقرار.

شكراً لكل الممثلين وفريق العمل ولقناة “يمن شباب”، ولكل من ساهم فى نجاح هذه الدراما اليمنية الهادفة؛ شكرا للكاتبة “نور ناجي” وللمخرج “وليد العلفي”.