تازة: انعقاد ندوة وطنية في موضوع دستورية القوانين وحماية الحقوق والحريات
محمد حارص
انعقدت، أمس الجمعة، بتازة ندوة وطنية في موضوع “الدفع بعدم الدستورية كآلية لتفعيل الرقابة على دستورية القوانين وحماية الحقوق والحريات″، وذلك بمشاركة نخبة من القضاة والمحامين والفاعلين الحقوقيين والباحثين.
وقد عالج المشاركون في هذه الندوة العلمية، الإشكالات المرتبطة بولوج المواطنين إلى العدالة الدستورية ومعيقاتها، وسبل تطويرها، وسبل جعل المواطن يتمتع بحقوقه وحرياته المنصوص عليها في الدستور، والذي يعد أسمى قانون في البلاد، لذلك فإن تفعيلها على ارض الواقع يبقى هو المعيار الوحيد لقياس مدى تمتع المواطنين والمواطنات بهذه الحقوق والحريات.

وقد انصبت العروض والمناقشات التي دارت خلال هذه الندوة العلمية والحقوقية حول مواضيع “العدالة الدستورية من خلال الدفع بعدم دستورية القوانين وضمان صيانة حقوق وحريات الأفراد والمجتمع” للأستاذ “محمد خطاب”، محامي بهيئة تازة، وموضوع “تعثر تمرير مشروع القانون التنظيمي المتعلق بتحديد شروط وإجراءات الدفع بعدم دستورية القوانين في ضوء القرارين 70/18 و207/23” للأستاذة “سليمة فرجي”، محامية بهيئة وجدة.
كما تطرق المشاركون في الندوة ل”مسلسل القانون التنظيمي رقم 15/86 المتعلق بالدفع بعدم دستورية قانون أي حق وإلى متى؟” للدكتور “يحيى حلوى”، أستاذ التعليم العالي بجامعة وجدة، وموضوع “التصفية الأولية للدفع بعدم الدستورية من خلال مشروع القانون التنظيمي 15/86 وقرار المحكمة الدستورية 70/18” للدكتور “أنوار عشيبة”، عضو نادي قضاة المغرب.

وأعقب هاته الندوة نقاش مستفيض سلَّط الكثير من الأضواء على عدد من النُّقط المُثارة حول هذا الموضوع الذي ما زال البحث والتحليل بشأنه جاريا من قبل مختلف المتدخِّلين والفاعلين بمختلف المجالات.
وفي تصريح لجريدة “أصوات”، قال الأستاذ “محمد لحبيب بن الشيخ”، رئيس الجمعية الوطنية للمحامين بالمغرب والاتحاد المغاربي للمحامين، إن هذه الندوة تأتي في إطار برنامج امتد لأزيد من سنة مع جمعية المحامين الشباب بتازة، نُظمت خلاله العديد من اللقاءات.

وأوضح أن موضوع ندوة اليوم التي تأتي بشراكة مع المؤسسة الاورومتوسطية لدعم المدافعين عن حقوق الإنسان، موضوع جد مهم، وهو الدفع بعدم دستورية القوانين.
وأبرز أن دستور 2011 جاء بهذه الآلية باعتباره ضمانة دستورية للمواطن تعطي له حق الولوج إلى المحكمة الدستورية لصيانة حقوقه وحرياته، خاصة عندما يتعلق الأمر بقوانين معيبة ومناقضة لدستور المملكة.

وأضاف، لذلك يعتبر هذا اللقاء فرصة لتبادل الخبرات بين مكونات رجال ونساء العدالة ومجموعة من المهتمين، لتسليط الضوء على هذه الضمانة الدستورية المهمة.
من جهتها، قالت “أم كلثوم شكري”، رئيسة جمعية المحامين الشباب بتازة، إن هذه الندوة تأتي في سياق ما جاء به دستور سنة 2011، والذي جاء بمقتضيات مهمة، لعل أهمها الدفع بعدم دستورية القوانين، في انتظار صدور قانوني تنظيمي يحدد كيفية ممارسة هذا الحق من قبل المواطنين، وهو القانون الذي تم رفضه مرتين من قبل المحكمة الدستورية.

التعليقات مغلقة.