تتوالى اعترافات قادة نظام الملالي بحالة الضعف والانهيار التي وصل إليها نظامهم، ومن بين من اعترفوا بذلك إبراهيم رئيسي الذي رفع شعار (وحدة الحرس والباسيج وقوات إنفاذ القانون والقوات المسلحة من أجل الدفاع عن النفس) في اعتراف واضح بحالة الانهيار التي وصل إليها حكم الولي الفقيه.
وجاء شعار جلاد 1988 بمناسبة ذكرى انتهاء الحرب مع العراق، ليذكر بمناخات وحدة كل العصابات والقوات العسكرية لقمع الشعب ومجاهدي خلق تحت مظلة الحرب، ودور مجاهدي خلق في اجبار خميني على تجرع سم وقف اطلاق النار، ليتحول التحالف إلى صراعات ويأس وتساقط.
تناغمت تصريحات رئيسي مع تأكيدات رئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف على دور الحرب المناهضة للوطن في الحفاظ على النظام بقوله “تخلينا عن مبادئنا ومعتقداتنا، يضعف الإيمان بالأسس الإلهية التي لدينا، مقابلنا عدونا، وإذا راوحنا في مكاننا وأهملنا، يطل عدونا الداخلي، سواء في القوات المسلحة، أو في المجالين الاقتصادي والثقافي، هؤلاء أعداء داخليون يقودوننا نحو الضعف والفشل”.
قبل رئيسي وقاليباف اعترف الولي الفقيه علنا بـ ” المرض القاتل ” المتمثل في التساقطات والانهيارات والابتعاد عن النظام، قائلا :” ان هناك عوامل اجتذاب كثيرة للابتعاد عن هذا الصراط المستقيم، كانت هذه الانحرافات موجودة دائمًا، واليوم أكثر من أي وقت مضى، لا بد من إرادة قوية للتمكن من مقاومة هذه الانجذابات الشريرة ” ، وفي ذلك ما يدلل على قناعته بتفاقم الإخفاقات، الابتعادات، والافتقار إلى الدوافع.
في مواجهة الانهيارات التي يعترف بها أركان النظام، دعا رئيسي رجال الدولة الى ” خلق الأمل في المجتمع ” ، مشيراً الى أنه :” ليس من حقكم أن تتعبوا ويجب أن تخطوا خطوات كبيرة في هذا الاتجاه “.
دعوة رئيسي جاءت في الوقت الضائع، فقد أكد خامنئي ووصيفه على أن إرهاق القوات وإنهاكها وتراخيها ويأسها تشكل مشكلة خطيرة للنظام، ولا يوجد تفسير لخيبة الأمل التي تظهر في التصريحات غير الظروف المتفجرة في المجتمع، والأوضاع التي أوجدها الشعب والمقاومة الثورية، وأزمات النظام غير قابلة للعلاج، وعجز القوات الأمنية.
تحدث عضو البرلمان كريمي قدوسي بوضوح اكبر بقوله :” إن السيد يعلم أن الخطوات الأخيرة للوصول إلى القمة متعبة، كثيرون يتساقطون ويصيبهم الإنهاك، والسيد يقول لا تنهاروا، حافظوا على معنوياتكم واليوم يوم النشاط ويوم البشارة، اصعدوا، أنتم قريبون من القمة “.
اعترافات رئيسي الاخيرة امتداد لأخرى سابقة، ففي إشارة إلى قلق خامنئي من الإرهاق وسقوط أذرعه القمعية كان قد أشار إلى ” الاجتماع الأخير الذي عقدته القيادة مع القوات العزيزة في الحرس ” ، قائلاً :” أنصح جميع المسؤولين بعدم التعب واليأس، لدينا كلمة اليوم هي نفس ما قاله، ممنوع التعب واليأس، الشخص المفعم بالأمل يستطيع أن يجعل الناس يأملون، والشخص الذي ليس لديه أمل بنفسه لا يستطيع أن يجعل الناس يأملون “.
تساءل كبير مستشاري الحرس حميد أباذري :” هل تلاحظون الذين باتوا منهكين، لا أعرف ماذا سيحدث حتى الغد، لأنني رأيت جنرالات عظماء باتوا مقطوعي النفس، أصيب قادتي الذين كانوا في الحرب لحظة بلحظة وأبلوا بلاء حسنا في الشجاعة، يقفون الان في وجه قيمهم، وفي وجه أسيادهم، ونظامهم “.
تضمنت اعترافات خامنئي ان ” الشكوك والانهيارات في هيكل وأعلى مستويات الحرس أمراض قاتلة تدمر جسد النظام وأعضائه ” ، مشيرا الى قلقه من تراخي الحرس وعجزهم، قائلا :” ننسى؛ نرتاب، نشك، نشعر بالملل، نشعر بخيبة أمل. هذه أمراض فتاكة، عليكم أن تكونوا حذرين بشأن هذه الأمراض “.
بطبيعة الحال، لم يبدأ انهيار قوات النظام وتساقط عناصره اليوم، كان موجوداً من قبل، تفاقم خلال الانتفاضة، وأصبح ألماً عضالاً للنظام في ذكراها الاولى، المفتوحة على تحولات كبيرة تنتهي بانهياره.
التعليقات مغلقة.