ووفق خبراء عسكريين تحدثوا لموقع إعلامي، فإن الهجوم المتوقع سيكون بمثابة “حرب المدن” ويتعين على القوات الإسرائيلية الاستعداد له لمنع أي تكلفة كبيرة في صفوفها بفعل التحصينات التي شيدتها حركة حماس في القطاع على مدى 16 عاما منذ خروج إسرائيل منه.
ووفق وسائل إعلام إسرائيلية، فإن الجنود يستعدون لاحتمال خوض معارك داخل مدن مدمرة، ويجرون تدريبات عسكرية مكثفة وواسعة على ذلك، بينما تؤكد تقارير إسرائيلية أخرى أن تلك التدريبات هي السبب الرئيس وراء تأجيل التدخل البري ، بسبب أن قوات الاحتياط ممن تم استدعاؤهم وتضم الآلاف ليسوا مطلعين على خطط الجيش في القطاع أو تدريباته خلال الفترة الماضية.

وأمرت إسرائيل، الجمعة، المدنيين في مدينة غزة بالنزوح باتجاه جنوب القطاع وسط رفض دولي وإقليمي ومن الأمم المتحدة.

ووافق الكابينت الإسرائيلي على الخطط العملياتية للحرب على غزة، فيما قام بتعيين رئيس أركان الجيش السابق غادي أيزنكوت، عضو كابينت الحرب الحالي، مسؤولا عن الجبهة الشمالية، ليشرف على جميع خطط وعمليات الحرب ضد “حزب الله”.

وقال الخبير العسكري يوآف ليمور، إن الحرب على غزة ستستمر أسابيع وربما أشهرا، مضيفا: “العملية البرية قريبة، ووفق ما شاهدنا من حجم تجنيد الاحتياط والاستعدادات المسبقة، يبدو أن الجيش يخطط للعمل في البر من دون قيود بهدف إلحاق أضرار كبيرة بحماس، ويبدو أنه يجري تدريبات على ذلك”.

كما أضاف ليمور: “لقد أبدت جهات مختلفة تخوفها من أن يكون التأخر في الخروج إلى المعركة البرية يضيق المهلة الزمنية التي تتمتع فيها إسرائيل بشرعية دولية للرد على هجوم حماس“.

من جهته، قال الخبير العسكري في حروب المدن بمعهد “الحرب الحديثة” الأميركي، جون سبنسر، لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن مهاجمة مدينة محصنة مثل غزة ستكون مثل “معركة صعبة ومثل معركة في الجحيم” وذات تكلفة مرتفعة، لأنها داخل مدن متعددة، وتحصن عناصر حماس في الخنادق والحصون العسكرية. 

الهدف الرئيسي من العملية الإسرائيلية المتوقعة هو مدينة غزة وسيحاول الجيش الإسرائيلي مفاجأة حماس، على غرار ما فعلت الولايات المتحدة في معركة الفلوجة الثانية بالعراق.

الهجوم ربما يأتي من اتجاه غير متوقع لحماس وسيكون مختلفا عن معارك عام 2014 أي المرة الأخيرة التي دخلت فيها القوات الإسرائيلية غزة خلال عملية “الجرف الصامد”.

سيكون على الأقل هجومان متزامنان بعض أن تشن القوات الإسرائيلية هجمات للخداع أو للإلهاء.

من المتوقع أن تشبه تلك المعركة سلسلة “معارك المدن”، في التاريخ الحديث المماثلة لمعركة بغداد في عام 2003، والفلوجة 2004، والموصل، ومراوي في الفلبين في عام 2017، وكييف وماريوبول الأوكرانيتين عام 2022.

من الدروس المستفادة من هذه المعارك السابقة، هي أنه من الأفضل تجنب “حروب المدن” و”حرب العصابات” لأنها تمثل صعوبات كبيرة للقوات العسكرية النظامية.

من التحديات التكتيكية التي تنتظر القوات البرية الإسرائيلية في غزة: الصواريخ والطائرات بدون طيار وأنفاق حماس التي تختبئ بها، فضلا عن الهجمات المضادة للدبابات والتحصينات والنقاط القوية، بالإضافة إلى القناصة من عناصر حماس.