ماذا لو أدينت إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة ؟ 7 سيناريوهات مطروحة

يسود القلق في صفوف الأوساط الإسرائيلية على خلفية احتمال إدانة تل أبيب خلال مداولات محكمة العدل الدولية، وما قد يترتب عليها من تداعيات غير مرغوب فيها.

وشرعت المحكمة، يوم أمس الخميس، في النظر في الطلب المقدم من جنوب أفريقيا، والذي تتهم فيه إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

سب ما جاء في تقرير معهد “ديمقراطية إسرائيل”، فإن “قضية جنوب أفريقيا تمثل تحديا كبيرا لإسرائيل، وتتعامل معه تل أبيب بجدية، وتستثمر موارد قانونية ومالية كبيرة في القضية”.

واعتبر المعهد البحثي أن “الدعوى التي قدمتها جنوب أفريقيا تقدمت ضد إسرائيل، والتي تتهمها بارتكاب جرائم إبادة جماعية في غزة، هي جزء من الجهود المستمرة التي يبذلها الفلسطينيون والعديد من الدول لجعل إسرائيل دولة منبوذة”.

وخلص المعهد إلى أن هناك مجموعة من التداعيات التي تخشاها إسرائيل في احتمال إدانتها في محكمة العدل الدولية، منها ما يتعلق بها داخليا، ومنها ما يمس بعلاقتها مع أطراف خارجية وأخرى دولية.

7 سيناريوهات مطروحة

أفاد تقرير معهد “ديمقراطية إسرائيل” بأن إدانة إسرائيل في محكمة العدل الدولية من شأنه أن يمهد لمحاكمة قادة ومسؤولين بارزين أمام المحكمة الجنائية الدولية، كما أن هذا الأمر سيضر حتما بمكانة إسرائيل دوليا.

ومن بين السيناريوهات المطروحة أيضا في تقرير المعهد، خلق رأي عام دولي مناهض لإسرائيل، وزيادة المقاطعة الدولية لها،
والامتناع عن تزويدها بأسلحة، فضلا عن قطع العلاقات السياسية والاقتصادية معها، وفرض عقوبات عسكرية واقتصادية عليها.

“خسارة القضية سيضع إسرائيل في موقف صعب”

أوضح المعهد البحثي أن “خسارة القضية المرفوعة ضد إسرائيل لدى محكمة العدل يمكن أن يضعها في موقف صعب للغاية على الساحة الدولية، إذ أن المحكمة تتمتع بسلطة إصدار “أوامر مؤقتة” في الحالات العاجلة، وهو ما قد يمس بمصالح تل أبيب”.

وكمثال على ذلك، توقف المعهد عند احتمال “إصدار المحكمة أمرا بوقف إطلاق النار فورا في غزة أو السماح بدخول المساعدات الإنسانية إليها بشكل غير محدود”، مشيرا إلى أن “انتهاك هذه الأوامر من شأنه أن يسبب لإسرائيل متاعب شتى، إذ ستنظر إليها دول عديدة من منظور سلبي للغاية، مما سيضر بمكانتها في الساحة الدولية، وقد تمتنع دول عديدة عن بيع أسلحة لها”.

“كرة ثلج خطيرة”

من جهتها، أفادت صحيفة “إسرائيل هايوم” بأن “المحكمة ستستمتع إلى الالتماسات المقدمة لها أمام لجنة كاملة مكونة من 15 قاضيا من مختلف البلدان”، مشيرة إلى أن “جنوب إفريقيا طالبت باتخاذ تدابير مؤقتة إلى حين البت في القضية”.

واعتبرت الصحيفة أن “فرص قبول مثل هذا الطلب غير واضحة”، مضيفة أنه “يمكن للمحكمة أيضا أن تصدر تدبيرا أكثر تساهلا تأمر إسرائيل بوقف الأعمال التي تعرض المدنيين للخطر”.

وأشارت الصحيفة إلى أن أمرا كهذا “قد يدفع بعض الدول إلى الاستشهاد به في مجلس الأمن في جهودها لفرض عقوبات عسكرية واقتصادية على إسرائيل”، كما أن بعض الدول قد تعتبر ذلك “تأكيدا على أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين، وتستخدمها كذريعة لقطع العلاقات السياسية والاقتصادية”.

وحذرت الصحيفة من أن “أعداء إسرائيل سيستغلون الأمر بالتأكيد في وسائل الإعلام المختلفة والجامعات لخلق رأي عام مناهض لها”، واصفة هذه القضية بأنها “مثل كرة ثلج خطيرة” قد تعصف بإسرائيل وحلفائها.