أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

هكذا تحركت كواليس محاكمة بوعشرين بين 8 و29 مارس

يحل غدا موعد الجلسة الثانية التي يحاكم فيها الصحافي توفيق بوعشرين المُلاحق باتهامات باعتداءات جنسية والاتجار بالبشر والاغتصاب ، وبين 8 مارس ، تاريخ الجلسة الأولى ، وجلسة 29 ، جرت تحت الجسر مجموعة من المعطيات ..

فقد كشفت مصادر مقربة من دفاع الضحايا أن مشتكية طلبت من دفاعها التنازل كتابة ، مدعية أن الملف والفيديوهات مفبركة وأنها أدلت باعترافها بمقر الفرقة الوطنية تحت الضغط  ، نفس التنازل قامت به مشتكية ثانية ، حسب النقيب محمد زيان ، الذي أكد أن المحاكمة تعد بمفاجآت أخرى ، مع الإشارة الى أن المشتكيات المعنيات إنما يتنازلن عن حقهن المدني في الدعوى ، وأن ذلك لا يغل يد النيابة العامة في تفعيل المساطر المعمول بها .

في ذات السياق تطرقت بعض المصادر للضغوطات الممارسة على الصحفية ابتسام مشكور التي تشرف على إدارة موقع “سلطانة” التابع لمجموعة بوعشرين الإعلامية، من أجل تراجعها عن الاعترافات المتعلقة باغتصابها من طرف توفيق بوعشرين وتكذيبها أثناء مثولها أمام قاضي المحكمة، والتي سبقت وأدلت بها في محاضر الشرطة القضائية. وتتابع المصادر أن مشكور تشبثت بموقفها بخصوص اتهاماتها لرئيسها، خاصة و أن تصريحاتها للمحققين موثقة في محضر و أن تسجيلات الفيديو تظهر بالوضوح ما جرى بينها و بين رئيسها داخل مكتبه.

فيما أكد الأستاذ بنجلون التويمي أنه ينأى بنفسه عن الإطلاع على فيديويات بوعشرين لأنه يستحيي منها .

المستجد الآخر هو الدعوى القضائية التي قدمتها أبوظبي  ضد “توفيق بوعشرين” ناشر صحيفة “أخبار اليوم” الموجود رهن الاعتقال، بعدما نشرت صحيفته “أخبار اليوم” مقالا في 19 مارس الجاري، يشير إلى تورط الإمارات في محاكمة “بوعشرين”والزج بـه في السجن.

وقالت الصحيفة إن أيادي خليجية موجودة في المِحنة التي يجتازها بوعشرين منذ 23 فبراير المنصرم.
مضيفة أن مصادر جيدة الاطلاع كشفت لها، أن وراء اعتقال توفيق بوعشرين ضغوطات كبرى مارستها دول خليجية ، بسبب افتتاحيات الصحافي المنتقدة للحكام الجدد في بعض دول الخليج، وأساسا تلك التي اعتبرت أن بعض هؤلاء الحكام يغذون الوهم لدى مجتمعاتهم ولدى العالم، حين يبشرون بنموذج للرفاه الاجتماعي بدون الحاجة إلى الديمقراطية، ولا إلى التحديث الفكري الأصيل.
وقالت «أخبار اليوم» إن دولة كبرى في الخليج احتجت على افتتاحيات بوعشرين التي علق فيها على التطورات السياسية، التي عرفتها خلال الشهور الأخيرة، ما أدى الى اتصال وزير خارجيتها بالسلطات المغربية للاحتجاج، معلنا كذلك أن دولته قررت رفع دعوى قضائية ضد بوعشرين، و«أخبار اليوم»، لكن مسؤولا حكوميا مغربيا رد عليه بالقول « دعوا لنا هذا، نحن سنتصرف».
وأوضحت تقارير صحافية أن وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، عبر عن انزعاج بلاده من افتتاحيات بوعشرين، ونقل ذلك بشكل رسمي إلى نظرائه المغاربة، فيما باءت محاولات الإمارات لشراء الجريدة بالفشل، لتعلن وضع بوعشرين في لائحة الممنوعين من دخول الإمارات.
وقالت التقارير،  إن السعودية، قدمت عبر وزير خارجيتها، رسالة احتجاج إلى وزير خارجية المغرب، تعلم من خلالها الرياض أنها قررت مقاضاة توفيق بوعشرين بسبب ما يكتبه عن بلاد الحرمين، وأن افتتاحيات بوعشرين المنتقدة للحكام (الجدد) في بعض دول الخليج، كانت موضوع الاحتجاج السعودي، إذ سبق له أن «انتقد في افتتاحياته تصرفات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وطريقة تنصيبه وكيفية إزاحة خصومه المفترضين على عرش السعودية، كما لم يتردد في الهجوم على طريقة تدبير ملف حقوق الإنسان في البلاد». وتضيف «أخبار اليوم» أن الفترة الفاصلة بين توصل الدبلوماسية المغربية برسالة احتجاج من هذا البلد، واعتقال بوعشرين كانت قصيرة جدا.
وكشفت مصادر مقربة من ملف الصحافي بوعشرين الذي عرف بانتقاداته الشديدة للفساد، أن علاقته كانت متوترة مع الإمارات، في الفترة الأخيرة، وتلقى عام 2012 عرضا يقضي بدخول شريك إماراتي في رأسمال الشركة المصدرة للمجموعة الإعلامية، متجسدا أساسا في «إهدائه» مطبعة كاملة ومتطورة جدا، وهو ما رفضه بلباقة.
وقالت «أخبار اليوم» أنه بعدما يئست أبوظبي من «شراء» جريدة «أخبار اليوم» والاستفادة من رصيدها من المصداقية والتأثير، وضع توفيق بوعشرين في لائحة سوداء تضم أسماء الاشخاص الممنوعين من دخول أراضي الإمارات.

هذه الخطوة تمت مباشرة بعد نشر الجريدة تقريرا أصدرته منظمة العفو الدولية، تضمن فقرات تقول بوجود خروقات لحقوق الإنسان داخل الإمارات، وأن هذا التوتر في العلاقة اشتد عندما اتخذت الصحيفة موقفا محايدا من الحصار المفروض على دولة قطر، وهو الحياد نفسه الذي عبر عنه الموقف الرسمي للمغرب، وأن هذه المعطيات، إلى جانب أخرى، تؤكد وجود مؤامرة شاركت فيها أطراف مختلفة ضد توفيق بوعشرين، على حد تعبير التقارير.

آيت ايدر يلتقي بالمشتكيات في قضية توفيق بوعشرين وهذا ما ندد به

التقى المقاوم والقيادي البارز بالحزب الاشتراكي الموحد، محمد بن سعيد ايت ايدر، بمجموعة من المشتكيات في قضية  توفيق بوعشرين ، بمقر مؤسسة بنسعيد ايت أيدر في الدار البيضاء.

و أوضحت منابر اعلامية، أن اللقاء جاء بطلب من المشتكيات، بعد التصريحات الاخيرة للسياسي الكبير ، والتي عبر فيها عن “تضامنه” مع بوعشرين.

وأوضحت المصادر أن ايت ايدر استمع للمشتكيات اللواتي كشفن أمامه تفاصيل قضيتهن التي اتهمن فيها بوعشرين بتهم خطيرة بينها محاولة الاغتصاب.

يذكر أن أيت إيدر، صرح في وقت سابق أنه “لا يعقل في مغرب اليوم أن يقتحم 20 عنصرا أمنيا مقر مؤسسة إعلامية بطرق غير قانونية، كما لو أن البلاد تعيش حالة الطوارئ”، في إشارة إلى اقتحام السلطات الامنية لمقر صحيفة “أخبار اليوم” من أجل اعتقال مديرها توفيق بوعشرين.

التعليقات مغلقة.