أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

محمد عيدني يكتب عن ثقافة المقاطعة

حملة المقاطعة التي تعرفها بلادنا هده الايام قوبلت بالعديد من الانتقادات و التصورات اللامنطقية و التي اعتبرت انها حملة تحمل في طياتها حسابات سياسية او  حزبية ضيقة استغلت المواطن المقهور  من اجل انجاحها ، و في بعض الاحيان  مستخدمين لغة  السب و الشتم و وصف من يؤيدون المقاطعون بالشرذمة و الرجعيين  ، لكن هنا نقف وقفة تامل ، اعتقد حتى لو كان ورائها حزب او تيار سياسي ما ، و كانت في صالح المواطن باخر المطاف فاهلا وسهلا بها. ففي النهاية الشارع هو من سيقرر و ليس الحزب و حبذا لو وجدنا احزاب تاطر الشارع ، فما دور الاحزاب من الاصل ان لم تاطر الشارع . ثم من يقرر اثمنة السلع اليس الوزير المكلف بالشؤون العامة و الحكامة و الذي هو من حزب من تتهمونهم انهم وراء الحملة ؟   ثم عن اي حسابات سياسية نتحدثهنا  ، هل اثمنة هذه السلع معقولة و منطقية و تتماشى و دخل  المواطن المغربي ؟ ثم عن اي ضرب للاقتصاد الوطني تتحثون عنه في حالة المقاطعة؟ هل لدينا حقا اقتصاد وطني ؟

لكن يبقى هذا مجرد احتمال فبعد تخوين اي احتجاج  و مواجهته  بكل الوسائل ، فان حرب المقاطعة اصعب و اقوى بكثير من اي حراك ، لانها تضرب في عمق الاقتصاد ، فلا يمكن مواجهتها  او الزام المواطن ان يشتري سلعة ما بالقوة  ، و المواجهة الوحيدة هي عبر الاعلام و فقط ، و المنتصر من يملك ارادة  اقوى.

لان المقاطعة ثقافة مجتمع وأسلوب حضاري وسلاح قوي يغني عن الكثير من الأنظمة، ولكن يتهيأ للبعض صعوبة في مقاطعة سلعة أو خدمة ما، وقد لا تكون تلك الصعوبة حقيقية بل هي سراب لسلبية بعض المستهلكين ولمن يعتقد من الأشخاص السلبيين أن المقاطعة يصعب تطبيقها.

التعليقات مغلقة.