أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

تحولت إلى أطلال.. ما الذي حل بواحات الجنوب الشرقي؟

جريدة أصوات

أطلقت جمعية أصدقاء البيئة في إقليم زاكورة نداءً عاجلاً لإنقاذ واحات المغرب، داعيةً جميع المعنيين بقضايا البيئية والمهتمين بالتراث الإنساني والحضاري إلى نشر “الهاشتاغ” على نطاق واسع، مناشدة الجهات المسؤولة بفتح تحقيق واتخاذ إجراءات فورية لإنقاذ الواحات.

 

 

 

 

وأكدت جمعية أصدقاء البيئة أن “واقع حال واحات درعة يمثل خراباً ودماراً، حيث تحولت حقول النخيل إلى أطلال ومقابر”، ووصفت ما يجري في هذه الواحات بأنه “جريمة إيكولوجية بكل المقاييس ضد هذا التراث الإنساني والحضاري والبيئي”.

 

 

 

 

ويهدف هذا النداء إلى لفت الانتباه إلى الوضع المزري الذي تعيشه واحات المغرب، والتي تعاني من الجفاف والحرائق والسياسات العامة الخاطئة، مما يهدد بتدمير هذا التراث الثمين، تساءلت الجمعية: “من يتحمل مسؤولية هذه الفضيحة البيئية؟”

ودعت جمعية أصدقاء البيئة إلى محاسبة كل من ساهم في هذا الوضع المأساوي الذي تعيشه الواحات، وأكد رئيس الجمعية جمال أقشباب أن إقليم زاكورة “يعيش وضعية مقلقة وصعبة بسبب الجفاف الذي استمر لحوالي سبع سنوات، وارتفاع درجات الحرارة بشكل مهول”.

 

 

 

 

وأوضح جمال أقشباب، في تصريح لجريدة “العمق”، أن “مناطق درعة تعيش ظروفاً قاسية بسبب ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير، مما يهدد حياة السكان والنخيل على حد سواء. وأشار إلى أن “حرارة فصل الصيف تتجاوز 50 درجة في هذه المناطق، بينما تزداد ظاهرة التصحر بوتيرة مخيفة”.

 

 

 

وتفاقمت الأزمة مع “تراجع منسوب المياه السطحية في سد أحمد المنصور الذهبي إلى 10% فقط، حيث كانت مياه هذا السد تستخدم لسقي 26 ألف هكتار من واحات النخيل، لكنه اضطر إلى التوقف عن ذلك بسبب تراجع التساقطات”.

وأضاف الناشط البيئي أن “عندما لجأ السكان إلى استغلال المياه الجوفية لسقي الواحات، واجهوا مفاجأة مقلقة، حيث يتم استغلال هذه المياه لسقي زراعة البطيخ الأحمر بدلاً من النخيل”.

 

 

 

 

وأشار إلى أن هذه الزراعة بدأت في إقليم زاكورة منذ 2008 مع بداية مخطط المغرب الأخضر، وتزايد التعاطي لهذه الزراعة حتى وصلت إلى 20 هكتار من حقول البطيخ، والتي تستنزف أكثر من 15 مليون متر مكعب من المياه الجوفية التي تعد مصدر سقي جذور النخيل ومصدر الأمن المائي والماء الصالح للشرب.

وأكد جمال أقشباب أن “الزراعة المستنزفة للفرشة المائية والجفاف وتداعيات التغيرات المناخية تشكل مجتمعة أسباباً خطيرة تهدد تراثاً حضارياً وإنسانياً عريقاً يتمثل في واحات زاكورة”.

 

 

 

 

 

وحذر من أن “الواحات باتت حقولاً جرداء ويابسة توفر كل شروط الحرائق التي التهمت بالفعل أكثر من 40 ألف نخلة في السنوات الماضية”. مشيراً إلى أن هذه الكارثة البيئية انعكست سلباً على مدخول الفلاحين الذين يعتمدون على زراعة وبيع التمور، مما أدى إلى ارتفاع نسبة الهجرة نحو مدن الشمال.

 

 

 

 

وأضاف أن الوضع الذي تعيشه مناطق إقليم زاكورة أدى إلى أزمة عطش خانقة، ورغم الظروف الصعبة، فإن الجهات المسؤولة غير واعية بخطورة الجفاف واستنزاف الفرشة المائية الباطنية وارتفاع حرائق الواحات.

وأكد رئيس جمعية أصدقاء البيئة أنهم “التمسوا من عامل الإقليم إصدار قرار يعتبر فيه أن إقليم زاكورة منطقة منكوبة وجافة لإثارة انتباه الجهات المركزية لإعداد مشاريع وبرامج لمواجهة تداعيات الجفاف والتغيرات المناخية على المنطقة، لكن للأسف لم تبد السلطات المحلية أي اهتمام بهذا الوضع”.

 

 

 

 

وطالبت الجمعية بتفعيل القوانين المؤطرة لقطاع البيئة، خاصة ما يتعلق بالاستراتيجية الوطنية للتكيف مع التغيرات المناخية والميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة وقانون الماء، وتفعيل نموذج تنموي خاص بمناطق الواحات من أجل تعزيز زراعة النخيل والحد من الزراعات المستنزفة للفرشة المائية والبحث عن بدائل زراعية غير مستنزفة للمياه الجوفية.

التعليقات مغلقة.