أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

البوليساريو تنصاع مكرهة للقرار الأممي وتسحب عناصرها من الكركرات

بادرت جبهة البوليساريو مساء أمس الأحد ، وفي ساعات مبكرة من صباح اليوم الاثنين 2018، الى سحب عناصرها من المعبر الحدودي الكركرات، إثر صدور قرار مجلس الأمن الخاص بقضية الصحراء المغربية ، تحت رقم 2414، والقاضي بإنسحاب جبهة البوليساريو الفوري من المعبر الحدودي ، و سحب عناصر “الشرطة المدنية” من المنطقة الحدودية بين المغرب وموريتانيا ، في المناطق العازلة ، والامتناع عن القيام بأي خطوة مستقبلا من شأنها تغيير الوقائع والوضع الراهن بمنطقتي “بئر لحلو” و”تيفارتي” ، شرق منظومة الدفاع ، بعد انتهاكها لاتفاق وقف إطلاق النار في أبريل من السنة الماضية.

ورغم إصرار الصحافة الانفصالية على نفي انسحاب عناصر “البوليساريو” من الكركرات، وقولها أن الأمر يتعلق فقط بـ”إعادة انتشار” لما سمته بـ “الشرطة المدنية”، إلا أنه سرعان ما تبين أن الحاصل هو رضوخ لقرار مجلس الأمن الدولي المتعلق بقضية الصحراء ، مع الإشارة الى استعمال جبهة البوليساريو غالبا لمصطلح “إعادة الانتشار” بدلاً من “الانسحاب”، تماما مثل ما حدث في نسخ سابقة.

منذ 1991، تاريخ وقف إطلاق النار، طالبت “البوليساريو” أكثر من مرة بالانتشار العسكري في المنطقة الممتدة شرق الجدار إلى الحدود الدولية للمغرب مع الجزائر، والتي تعتبرها مناطق محررة، لكن الأمم المتحدة لم تستجب لمطالبها، ما يؤكد أن تلك المناطق خاضعة للسيادة المغربية، وأي محاولة تغيير وضعها موجبة للحرب.

وفي معرض إشارته إلى مناورات البوليساريو، أبدى المجلس أيضا “قلقه إزاء انتهاكات الاتفاقات القائمة، داعيا الأطراف إلى احترام التزاماتها ذات الصلة والامتناع عن أي عمل من شأنه زعزعة استقرار الوضع أو تهديد مسلسل الأمم المتحدة”
كما نصّ القرار على تمديد فترة البعثة الأممية التي تراقب وقف إطلاق النار في المنطقة العازلة لمدة 6 أشهر، ودعا طرفي النزاع في الصحراء إلى “مفاوضات دون شروط مسبقة” .
يذكر أن ما أقدمت عليه “البوليساريو” سلفا من بقاء على أرض المنطقة العازلة هو بمثابة أفعال من شأنها زعزعة الاستقرار، وانسحابها من الكركرات هو هزيمة حقيقية ورضوخ فوري للقرار الأممي.

دعوة تيار داخل “البوليساريو” القيادة للانتقال إلى المنطقة العازلة بالقوة

 

أشعل القرار الجديد الصادر عن مجلس الأمن بخصوص الصحراء المغربية، والمتبنى في شق كبير منه للطرح المغربي، نيران الغضب والإندحار داخل التيار “المتشدد” لجبهة البوليساريو الانفصالية، مبديا عدم تقبله الصيغة الحالية للقرار الأممي ، ومطالبته “غالي” بعدم الاكتراث إليه والمضي قدما في الخطة التي تم إعدادها مع الجزائر والقاضية بنقل المقرات والمخيمات إلى المنطقة العازلة.

وحسب مصادر صحراوية، فإن التيار “الغاضب” اعتبر قبول البوليساريو بالتعليمات الأممية رضوخ سيزيد من تقوية الطرح المغربي، وبالتالي فإن الحل حسبهم لتغيير الوضع القائم هو تحدي الجميع والدخول في مواجهة عسكرية قد تخلط الأوراق وتعطي وضعا ميدانيا جديدا قد يخدم توجههم.

للإشارة فإن المغرب كان قد أبلغ الأمم المتحدة وحلفاءه وكذا الجزائر أنه سيلجأ إلى الخيار العسكري إن لم يتم إجبار البوليساريو على التراجع إلى داخل التراب الجزائري حيث تستقر منذ عقود.

التعليقات مغلقة.