أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

الدعم الأمركي ل”إسرائيل” بين واقع الاخيرة المأزوم وأحلام السيطرة الأمريكية

النقاش حول الدعم العسكري الأميركي لإسرائيل بين "نتنياهو" و"بايدن"

السعيد الزوزي

 

 

 

 

 

منذ هجوم السابع من أكتوبر واندلاع حرب الإبادة “الإسرائيلية” على قطاع غزة. برز دور “الولايات المتحدة” الكبير في مجال تسليح “إسرائيل” وتقديم الدعم العسكري لها. بشكلٍ حاسم وواضح. وقد تعزّز هذا الاعتماد في التصدّي “الأميركي” لهجوم المسيرات والصواريخ “الإيرانية”، مساء ال14 من أبريل الماضي. وهو ما أظهر بشكل لا يدع مجالاً للشكّ الاعتماد “الإسرائيلي” الكبير على حليفتها الاستراتيجية في الأسلحة والمعدات العسكرية الدفاعية والهجومية.

 

 

 

 

 

 

وعلى الرغم من أن هذا الأمر لا يزال يُكسب “إسرائيل” “ميزة” و”تفوقاً” كبيرين في المنطقة، إلّا أن هناك في “إسرائيل” من بات ينظر لهذا الدعم، وتحديداً في تيارات اليمين. على أنه أداة ضغط “أميركية” على “إسرائيل” من أجل قبول بعض المطالب المرتبطة بالطريقة التي تُدار بها الحرب. لا الحرب ذاتها. وهو الأمر الذي أفرز ما يشبه الخلاف، على المستوى العلني. بين الإدارة الأميركية والحكومة “الإسرائيلية”. لا سيما تيارات اليمين فيها. مع تصاعد الخشية الدولية من إقدام “إسرائيل” على توجيه ضربة عسكرية ل”حزب الله” في “لبنان”. وهو ما قد يقود لحرب شاملة على الجبهة الشمالية.

 

 

 

 

 

المساعدات العسكرية الأميركية ل”إسرائيل”: لمحة تاريخية

 

 

 

 

 

لعبت المساعدات الاقتصادية والعسكرية الأميركية المقدّمة ل”إسرائيل” دوراً كبيراً في بناء هاته الدويلة ضمان أمنها منذ سنة 1948. حيث قدّمت مئات ملايين الدولارات على شكل مساعدات اقتصادية في البداية. أُضيفت إليها لاحقاً مساعدات وقروض عسكرية في نهاية خمسينيات القرن الماضي. وقد حافظت “إسرائيل” والولايات المتحدة على علاقات ثنائية قوية جداً بُنيت على العديد من الأسس. وفي مقدّمتها الدعم الأميركي العسكري والاقتصادي القوي ل”إسرائيل” مع الحفاظ على أمنها.

وقد تجسّدت هاته العلاقة في إقامة تحالف قوي بينهما تبعاً للأهداف الاستراتيجية المشتركة في الشرق الأوسط. مع الالتزام المتبادل المعلن بـ “القيم” والعلاقات التاريخية التي تعود لدعم الولايات المتحدة لإقامة دولة “إسرائيل” كثاني دولة بعد “الاتحاد السوفياتي” عام 1948، وقد شكّلت المساعدات الخارجية الأميركية مكوناً رئيساً في ترسيخ وتعزيز هذه العلاقات منذ ذلك الحين. حيث بات ينظر العديد من المسؤولين والمشرعين الأميركيين إلى “إسرائيل” بوصفها حليفاً وشريكاً حيوياً في الشرق الأوسط. وهو ما انعكس في الدعم السياسي على المستوى الدولي. وفي حزم المساعدات الأميركية الاقتصادية والعسكرية ل”إسرائيل”.

تُشير المعطيات إلى أن الولايات المتحدة قدّمت ل”إسرائيل” منذ سنة 1949 وحتى سنة 1958 قرابة نصف مليار دولار، أي أكثر من 500 مليون دولار. وذلك على شكل مساعدات اقتصادية، قبل أن تبدأ بتزويد “إسرائيل” بالأسلحة والمساعدات العسكرية. والتي أخذت شكل قروض أحياناً. ومساعدات غير مستردة أحياناً أخرى. وقد بدأت هذه المساعدات بالازدياد، بشكلٍ لافت. في أعقاب التصور الأميركي للإنجاز “الإسرائيلي” العسكري الذي حقّقته في “حرب الأيام الستة” في يونيو 1967. لتتحول الولايات المتحدة إلى الدولة الأولى من حيث الدعم العسكري الخارجي ل”إسرائيل”.

منذ حرب 1973، تم تقديم المساعدات الأمنية الأميركية ل”إسرائيل” بكميات كبيرة. وذلك كجزء لا يتجزأ من العلاقة المتنامية بين البلدين. لا تقدم المساعدات الأميركية لأسباب التعاطف أو اعتبارات “الأخذ والعطاء” قصيرة الأمد. بل كجزء من شراكة استراتيجية طويلة الأمد. والتي تستند بشكل أساس على رغبة الولايات المتحدة في تعزيز قوة حليفتها في المنطقة. وهو ما يظهر أيضاً في الدعم غير المسبوق الذي تحصل عليه “إسرائيل” على المستوى السياسي الدولي. والداخلي في الولايات المتحدة وكذلك في “الكونغرس”. ويتم إخراج ذلك في إطار التعامل مع التهديدات المشتركة. مثل “الإرهاب” والأسلحة غير التقليدية والهجمات “السيبرانية” والخطر “الإيراني”.

تُعد “إسرائيل” أكبر متلق للمساعدات الخارجية الأميركية منذ الحرب العالمية الثانية. فقد زودت الإدارات الأميركية المتعاقبة بالتعاون مع الكونغرس “إسرائيل” بكافة المساعدات التي ساهمت في ضمان أمنها منذ سنة 1948. وحتى حرب الإبادة الدائرة في قطاع غزة قدّمت الولايات المتحدة أكثر من 158 مليار دولار على شكل مساعدات اقتصادية ومساعدات عسكرية وتمويل لمشاريع الدفاع الصاروخي، كما هو مبين في الجدول.

 

جدول المساعدات الأمريكية ل”اسرائيل”

التعليقات مغلقة.