الرباط: “البام” يشيد بعمل الحكومة ويقارب مشاكل الغلاء والبطالة داعيا لتخليق المشهد السياسي
متابعة محمد حميمداني
متابعة محمد حميمداني
عقد أعضاء قياديون بحزب “الأصالة والمعاصرة” ندوة صحافية، اليوم، بالمقر المركزي للحزب بالرباط، سلطوا من خلالها الضوء على التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تصاحب الدخول السياسي الحالي. كما وقفوا حول الشق التنظيمي وما يطبعه من آثار القرار المتخذ من طرف القيادة الجماعية. القاضي بتجميد عضوية “صلاح الدين أبو الغالي” من عضوية القيادة الجماعية للحزب. وعرض ملفه على لجنة الأخلاقيات لاتخاذ القرار النهائي في الموضوع.
الندوة ترأسها “محمد مهدي بنسعيد”، عضو القيادة الجماعية لحزب الأصالة والمعاصرة، وزير الشباب والثقافة والتواصل. وحضرها كل من رئيس فريق الحزب بمجلس النواب، “أحمد التويزي”، رئيسة المجلس الوطني للحزب، “نجوى ككوس” ورئيسة منظمة نساء الحزب ولجنة صياغة ميثاق الأخلاقيات، “قلوب فيطح”.
تجدر الإشارة إلى أن هذا اللقاء أتى لشرح خلاصات اجتماع المكتب السياسي، المنعقد الثلاثاء. وأيضا لتقييم الوضع العام ببلادنا تزامنا مع الدخول السياسي الحالي. وخلاصات تقييم الحزب للوضع الراهن وتصوره لتدبير المرحلة والملفات الساخنة التي تنتظر الحكومة والحزب في بعديها الاقتصادي والاجتماعي والسياسي. وأيضا المشهد التنظيمي الداخلي وما شهده من سخونة. وذلك بعد قرار المكتب السياسي، بإجماع أعضائه. تجميد عضوية “صلاح الدين أبو الغالي” من عضويته داخل المكتب السياسي ولجنة القيادة الجماعية للحزب. وذلك تطبيقا لميثاق الأخلاقيات المصادق عليه من قبل المجلس الوطني للحزب. وما فجره هذا القرار من نقاشات حول الدوافع والتوقيت والانعكاسات.
خلال مداخلته التقديمية، عرض عضو القيادة الجماعية بحزب “الأصالة والمعاصرة“، “محمد مهدي بنسعيد” للشق السياسي والاقتصادي والاجتماعي المميز لهاته المرحلة. وما يحمله من أوضاع صعبة وعمل الأجهزة الحزبية سواء داخل التحالف الحكومي القائم، أو على صعيد المؤسسات. وذلك للإجابة على هاته الإكراهات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. مبرزا أن ترأسه لهذا الاجتماع ليس من موقعه كوزير في الحكومة، ولكن كناطق رسمي مسؤول عن الإعلام في الحزب. وأنه تم العمل على حضور تمثيليات حزبية فعاليات هذا اللقاء. مشيرا إلى حضور رئيس الفريق النيابي للحزب وأيضا رئيسة المجلس الوطني إضافة لرئيسة صياغة ميثاق الأخلاقيات.
إشادة بعمل الحكومة وقوة التحالف المشكل لها
خلال اللقاء تطرق “محمد مهدي بنسعيد” لخلاصات التقرير الاقتصادي والاجتماعي والسياسي الصادر عن الحزب خلال اجتماعه الأخير بالرباط. مشيدا بما أسماه “الحصيلة المشرفة لعمل الحكومة” على مستوى تنزيل برنامج إعادة إعمار المناطق المتضررة من الزلزال.
ونقل اعتزاز الحزب بالعلاقة القائمة بين مكونات التحالف الحكومي وما يميز هاته العلاقة من شفافية بين هاته المكونات وروح التعاون القائمة.
ونوه ذات المتحدث بجهود الحكومة فيما أسماه “تعزيز الاستثمارات الداخلية والخارجية”. داعيا لتقديم المزيد من التحفيزات لدعم الاستثمار. مؤكدا على ضرورة إمداده بروح الفعالية تحقيقا للتنمية ولإقلاع اقتصادي فعلي، وهو ما سيمكن من خلق فرص للشغل.
وأبرز “محمد مهدي بنسعيد” عمل الحزب مع كافة مكونات التحالف الحكومي للاستجابة لظروف المرحلة. وما تتسم به على المستوى الاجتماعي من ارتفاع في الأسعار خاصة في المجال الفلاحي. ودعوة الحزب التحالف لتقييم موضوعي للدعم المقدم للمواد الفلاحية. ومؤكدا على أن الهاجس الأكبر الذي يواجه المغرب هو إيجاد مناصب شغل للعاطلين عن العمل. معتبرا الأمر من أكبر التحديات التي يجب ركوبها لأنها تشكل محور تساؤلات الشباب.
الماء ورش استراتيجي في عمل الحكومة
أكد “محمد مهدي بنسعيد” أن الماء والحصول عليه وتوفيره للمواطنين يعتبر إحدى الأوراش الكبرى التي تواجهها الحكومة من خلال مشاريع ضخمة. ضمن الشق المتعلق بتقوية حضور السياسات الاجتماعية، خاصة في الأقاليم التي تعاني الهشاشة. معتبرا أن الماء ورش استراتيجي في عمل الحكومة. مبرزا الجهد الحكومي المنجز في هذا الباب والمشاريع العملاقة التي أطلقها المغرب للاستجابة لحاجيات المواطنين.
الحكومة ومواقف الحزب في مواجهة غلاء الأسعار
اعتبر ذات المتحدث، في مضمار عرضه. أن مشكلة غلاء الأسعار تعتبر إحدى المهام الأساسية التي ينكب الحزب على التصدي لها. مشيرا للجنة الحكماء التي شكلها الحزب داخل المكتب السياسي لمتابعة هذا الملف. ودور الفريق البرلماني للحزب في هذا المجال.
وردا على سؤال وجهته “جريدة أصوات” متعلق بارتفاع الأسعار وآثاره الاجتماعية وحضور سماسرة الأزمات في هاته الفترة، وما إذا كانت الحكومة عاجزة أمام غول هؤلاء السماسرة وتركها السوق مفتوحة لهؤلاء.
أكد رئيس الفريق النيابي للأصالة والمعاصرة بمجلس النواب، “أحمد التويزي”. أن هذا المشكل يشكل معضلة قائمة بالفعل وتحديا يستوجب التصدي له من قبل الحكومة ومكوناتها الثلاث. مبرزا مسؤولياتها عن الإكراهات كما النجاحات. معتبرا أن الوضع على قثامته وبعيدا عن الآثار الدولية على النمو الاقتصادي الوطني وأزمة الجفاف يستوجب التصدي له بالقوة المطلوبة.
واعتبر ذات المتحدث أن ما يدعو للفخر، تفاعلا مع هاته الظروف، هو حرية التعبير والتظاهر ضد هاته الموجات السلبية التي يعيشها المواطن. مؤكدا على أن ذلك يعكس قوة المؤسسات والمجتمع المدني معا ودليل مناعة المغرب.
مجهودات كبيرة لاستقبال الدخول الجامعي الحالي
أكد “بنسعيد” أن الدخول الجامعي الحالي سيتميز باستقبال أكثر من مليون و300 ألف طالب وطالبة. مبرزا أن الأمر لا يتعلق بأرقام الدخول، بل بإقامة البنيات الأساسية لاستقبال الطلبة في ظروف جيدة. وأيضا توفير إمكانات التلقي النوعي بما يرفع من مستوى التحصيل الجامعي ويساهم بالتالي في تحقيق التنمية.
وأوضح المتحدث نفسه أن الحكومة عملت على توفير تجهيزات جديدة لربط الجامعة بمحيطها العام. والتي همت الجوانب الرياضية والثقافية والذكاء الاصطناعي… وذلك بما يرفع من جودة التعليم ويجعله عنصرا فاعلا في التنمية.
يجب إقامة ملاعب قرب صحية وتعليمية أيضا
أبرز “بنسعيد” أن المطلوب أن تتصدى الحكومة لمجموعة من الملفات ذات الصلة بالمواطنين وأن تعمل على تحقيق نهضة صحية وتعليمية جنبا إلى جنب مع النهضة الرياضة المنجزة. مبرزا أن المطلوب هو إقامة ملاعب قرب في مجالات الصحة والتعليم والخدمات الاجتماعية.
وأضاف أن إقامة المؤسسات الصحية في إطار البرنامج الوطني الطموح لتجويد العمل بالقطاع لا يكفي. بل من الضروري إمداد هاته المؤسسات الصحية بالعنصر البشري. مذكرا بالمناظرات التي أقامتها الأجهزة الحزبية الموازية في هذا الشأن.
وأوضح أن المغاربة بحاجة إلى أطباء، خاصة في المدن الصغرى والمتوسطة التي تعاني فقرا في هذا المجال، وليس إلى هياكل إسمنتية فقط. وذلك تفاعلا مع الورش الاجتماعي الذي أعلن جلالة الملك، “محمد السادس”، نصره الله. إطلاقه كمشروع طموح ما بعد “جائحة كورونا” بآثارها المدمرة.
نحن بحاجة لتخليق المشهد السياسي وتجاوز الخطابات السياسوية
أكد “محمد مهدي بنسعيد” على الحاجة لتخليق المشهد السياسي المغربي. وشدد على ضرورة الرقي بالخطاب السياسي ليصبح أداة جمع وبناء ونقد من أجل تحقيق التقدم. كما دعا لتجاوز الخطابات السياسوية التي تغزو السوق السياسية المغربية.
وشدد “بنسعيد” على أن السياسة أخلاق قبل كل شيء. في إشارة للهجوم الذي استهدف بعض الشخصيات السياسية. معتبرا أن السياسة فعل وليس محاولة للحصول على إعجابات فقط من خلال ممارسة الهجوم من أجل الهجوم.
وأوضح أنه يجب البحث عن الأصوات الانتخابية من خلال مشروع سياسي وتقديم حلول للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية، أي ممارسة النقد مع طرح البدائل.
ترقبوا المحور الثاني المتعلق بالوضع التنظيمي داخل حزب “الأصالة والمعاصرة” وفق ما قدم في اللقاء الصحافي. والأسئلة المحرجة التي تفجرت أثناء النقاش المفتوح حول القرار التداعيات والآثار.
المغرب: حزب “الأصالة والمعاصرة” يكشف أسباب تجميد عضوية قيادي الحزب “أبو الغالي”
التعليقات مغلقة.