أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

نائب الرئيس الإيراني للشؤون الإستراتيجية: حزب الله قادر على الدفاع عن نفسه ضد أي استهداف يطاله

رضا سكحال

اعتبر نائب الرئيس الإيراني للشؤون الإستراتيجية، جواد ظريف،  أن حزب الله قادر على الدفاع عن نفسه ضد أي استهداف يطاله. مؤكدا  قدرة التنظيم على ضبط النفس اتجاه تصاعد الأحداث بالمنطق.

هذا وشدد ذات المتحدث، عبر حوار أجراه مع قناة CNN، أدارته المذيعة “كريستيان أمانبور”، على ضرورة  تحمل المجتمع الدولي لمسؤوليته في ما يحدث بالمنطقة، قبل أن يضطر حزب الله إلى تولي الدفاع عن نفسه، وربما سيخرج الوضع عن السيطرة في ذلك الوقت.

وعن سؤاله حول إمكانية تدخل إيران في الشأن الداخلي لحماس، وإقناعها بالموافقة على وقف إطلاق النار، قال “ظريف”، “أعتقد أن حماس وافقت على وقف إطلاق النار، لكن نتنياهو والحكومة الإسرائيلية الذين رفضوا طوال الوقت، بل ورفضوا حتى دعوات الولايات المتحدة للانخراط في وقف إطلاق النار”.

مضيفا، إن “حتى الادعاء بأن شخصًا ما يحتاج إلى دفع حماس لقبول وقف إطلاق النار أمر سخيف، لأن الجميع يعلمون أن نتنياهو يعتمد على هذه الحرب من أجل الاستمرار في البقاء”. معتبرا أن  إسرائيل قد  خاضت هذه الحرب على أمل تحقيق الفوز فيها، لكنه أمر مستحيل.

ورد ذات المصدر، عن سؤال متعلق بعملية السابع من أكتوبر، حين وصفت مذيعة cnn ذلك اليوم بالمروع،  إن “احتلال فلسطين مستمر منذ 70 عاماً. نظام الفصل العنصري في فلسطين مستمر منذ عقود عديدة. لذا فإن التاريخ لم يبدأ في السابع من أكتوبر، وليس من حقنا أن نقرر ما إذا كان الثمن الذي يدفعه الفلسطينيون يستحق القتال أم لا. إن الأمر متروك للفلسطينيين لاتخاذ القرار. وإذا نظرت إلى استطلاعات الرأي في فلسطين، فإن شعبية حماس قد زادت بدلاً من أن تتناقص”.

وقال “ظريف” على اتهام إيران (بالشيطان الأكبر) في المنطقة، وعن أهداف إيران بالمنطقة، “إذا انتهى الاحتلال، وإذا كان الفلسطينيون راضين عن الوضع، فلن تتمكن أي كمية من الإقناع من قبل أي شخص من تغيير الوضع ودفعهم إلى القتال”.

واسترسل ذات المتحدث، “إنهم يقاتلون من أجل حياتهم، ويقاتلون من أجل حريتهم. امنحوهم الحرية، وأعيدوا لهم أرضهم وسترون أن هذا الأمر سينتهي”.

وأضاف،  “لا تنتهج إيران سياسة إبادة. اقتراح إيران للمنطقة هو إجراء استفتاء يسمح للفلسطينيين واليهود والمسيحيين، وكل من يعيش هناك، والمسلمين، وكل من اقتلع من أرضه، بالتصويت وبتحديد مصيرهم. الآن، قد يقول بعض الناس إن هذا يعني دفع اليهود إلى البحر”.

وارتباطا بذات الإطار، ضرب نائب الرئيس الإيراني للشؤون الإستراتيجية، مثلا بدولة جنوب إفريقية، خلال المعاناة التي عاشها الأفارقة جراء نظام الفصل العنصري، والذي برر حينها، بأن إنهاءه هو بمثابة توقيع صك وفاة للبيض بجنوب إفريقيا، لكن، حين تم إنهاءه، عاش الجميع في سلام، مؤكدا أن النظام الصهي-وني يقتات على  سياسة إثارة الخوف لمواصلة الإبادة الجماعية والاحتلال والقمع.

وعن ملف إيران النووي وما شهده  من اتفاقات وتطورات، نتج عنه الانسحاب  الأخير لترامب من الاتفاق، صرح ذات المتحدث بنوع من الحذر”واصل بايدن سياسة ترامب. لأكون صادقًا معك تمامًا، لا أحب أن أقول ذلك، لكن سياسة الولايات المتحدة لم تتغير منذ تولى الرئيس بايدن منصبه. لكن النقطة هي: هل أصبحت الولايات المتحدة أكثر أمانًا بفضل انسحاب ترامب من الصفقة؟ كانت إيران ملتزمة بالاتفاق. بناءً على الاستخبارات الأمريكية، لا أصدق ذلك، ولكن بناءً على الاستخبارات الأمريكية، كانت إيران على بعد عام واحد من التقدم الآن، تقول الاستخبارات الأمريكية إن إيران على بعد أيام من التقدم”.

 

وفي الإطار نفسه، قال ظريف، “نعتقد أن الأسلحة النووية تصب في مصلحتنا الأمنية وستعمل على تعزيز أمننا. ولكن السؤال هو: إذا كانت الولايات المتحدة تشعر بمزيد من التهديد اليوم، فما هو السبب؟ هل نحن السبب؟ أم أنه انسحاب ترامب؟ ولماذا انسحب ترامب؟”.

وربط ذات المتحدث انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الملف، بسبب الضغوط الإسرائيلية، قائلا، “صرح نتنياهو في كتابه أن أولويته الأولى كانت دفع الولايات المتحدة للخروج من الصفقة. فهل العالم اليوم أكثر أمانًا مما كان عليه في عام 2015؟ هذا هو السؤال الذي يحتاج إلى إجابة. الآن، كيف يمكننا العودة إلى الوضع السابق؟ من خلال عودة الولايات المتحدة إلى التزاماتها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة وقبول أنها ارتكبت خطأ. أعتقد أن ما قاله وزير خارجيتنا هو شيء يمكن تحقيقه، بشرط أن نفهم أن الولايات المتحدة، وإدارة ترامب، اتخذت خطوة خطيرة للغاية أقنعتها بها إسرائيل”.

وتجدر الإشارة أن مثل هذه الحوارات والمقابلات، تحضا باهتمام كبير من طرف المخابرات الأجنبية، خصوصا تلك المتواجدة داخل معمعان الصراع، حيث يتم التقاط الإشارات وتحليل المواقف، وإخضاع الحوار لتفريغ دقيق من طرف الخبراء، حول مدى تطابق الإجابات مع الأجندات السياسية للدولة التي ينتمي لها الضيف.

هذا بالإضافة إلى كون الأسئلة ذاتها تعد بعانية فائقة، وربما فد تكون لغما أعدته إحدى الأجهزة لاستدراج الضيف في كشف المستور، مما يدفع الكثير من الضيوف إلى الحذر حين يكون ملف النقاش حساسا، لأن هناك أعين تتابع الحوار والنقاش.

التعليقات مغلقة.