أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

التدخل الإداري ومخاطر انتهاك حقوق الترشيح في النظام السياسي المغربي

بقلم الأستاذ محمد عيدني

تعتبر حقوق الترشيح من الأسس الديمقراطية التي تضمن تمثيل مختلف التيارات السياسية في الأنظمة الديمقراطية. ومع التحولات السياسية التي يشهدها المغرب، تظهر بعض الحالات التي تعكس تدخلات من السلطة التنفيذية في شؤون الترشيحات، مما يثير تساؤلات جدية حول سلامة العملية الانتخابية ودورها في تعزيز الديمقراطية المحلية.

التدخل الإداري: حالة محمد سقراط

تُسجل قضية محمد سقراط، رئيس الجمعية الإقليمية لمستشاري ورؤساء الجماعات الحركية بإقليم خريبكة، تقدمًا بارزًا في صراعات سياسية داخلية تؤكد على التوترات الناجمة عن التدخلات الإدارية في المجال السياسي. حيث اتهم سقراط عامل الإقليم بالشطط في استعمال السلطة، بعد منعه من الترشح باسم الحركة الشعبية استنادًا إلى ادعاء استمرار انتمائه إلى حزب الديمقراطيين الجدد.

الإطار القانوني للترشيح:

يستند سقراط في مواقفه إلى مواد قانونية تضمن حقوق أعضاء الحزب في الترشح، وكانت استقالته من الحزب السابق بمثابة حق قانوني سائد. ويبرز في هذا السياق أهمية احترام القوانين التي تنظم العمليات الانتخابية، مثل المادة 51 من القانون التنظيمي المتعلق بالانتخابات، التي تحظر التدخل الإداري في شؤون الناخبين.

العواقب السياسية والقانونية:

تشير هذه القضية كذلك إلى وجود مخاطر حقيقية تهدد سمعة المؤسسات السياسية في المغرب، حيث استأنف سقراط أمام المحكمة الدستورية بعد أن رفضت المحكمة الابتدائية دعاواه. وهذا يسلط الضوء على الإشكالات المرتبطة بنزاهة المؤسسات القضائية في تعاطيها مع قضايا الانتخابات.

تعكس تجربة محمد سقراط التحديات الكبيرة التي تواجه الديمقراطية المغربية. إذ أن تدخلات السلطة في شؤون الترشيحات قد تؤدي إلى فقدان الثقة في النظام السياسي وتعزيز الاتجاهات السلبية في الحياة السياسية. يتطلب الأمر تعزيز الاستقلالية المؤسسية والامتثال للحقوق القانونية لضمان تكافؤ الفرص لجميع المترشحين، بما يسهم في بناء ديمقراطية قوية وشفافة تضمن تمثيل كل مكونات المجتمع.

التعليقات مغلقة.