أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

تدهور غابة الصنوبر الحلبي في وجدة: الأصداء تتعالى والمستقبل مهدد

أصوات

أثارت صور وفيديوهات حديثة تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي، توثق الوضع البيئي الحرج الذي تعاني منه غابة الصنوبر الحلبي في مدينة وجدة، قلقًا واسعًا في صفوف الجمعيات البيئية وسكان المنطقة.

تظهر هذه الصور موت بعض الأشجار وقطع أخرى في ظروف غامضة، وهو ما وصفه المتفاعلون بأنه إنذار خطير يهدد التوازن البيئي في المنطقة. تشكل غابة الصنوبر، إلى جانب غابة سيدي معافة، المتنفس الطبيعي الوحيد لسكان وجدة، مما دفع نشطاء البيئة إلى دعوة الجهات المسؤولة للتدخل ومنع المزيد من التدهور.

يعتبر سكان الأحياء المجاورة، مثل حي السلام والهناء ولزيريس، هذه الغابة جزءًا أساسيًا من حياتهم اليومية. وأعرب أحد المواطنين عن حزنه في تدوينة على أحد المنتديات الاجتماعية، قائلًا: “عزاؤنا في وفاة غابة الصنوبر هو كارثة بكل ما تعنيه الكلمة”. وأضاف أنه شهد منظرًا مؤلمًا داخل الغابة، متسائلًا عما إذا كان الأمر مرتبطًا بمرض جللت الأشجار أو بخطط لتفويتها لمستثمرين عقاريين. وأشار إلى أن الأمر يحتاج إلى ما لا يقل عن 15 عامًا للتعافي.

في هذا السياق، دعا نشطاء البيئة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية هذه الغابة، معبرين عن قلقهم من فقدان جزء من هوية مدينة وجدة. وقد صرح أحد المدونين بأن غابة الصنوبر ليست مجرد رئة للمدينة، بل إرث طبيعي يجب علينا جميعًا المحافظة عليه.

في رد فعل على تلك التدوينات، أكد محمد بنعطا، منسق التجمع البيئي لشمال المغرب، أن بعض المعلومات المتداولة حول الغابة تحمل سوء فهم للأحداث. وأوضح أن الأشجار التي تمت إزالتها كانت ميتة نتيجة للجفاف والأمراض، ورفض الشائعات المتعلقة ببيع الغابة.

وأشار بنعطا إلى أنه سيتم تنفيذ صفقة بين مديرية المياه والغابات وحملة لتنظيف ما يقرب من مائة هكتار من الأشجار الميتة، واستبدالها بأشجار مقاومة. وذكر أنه سيتم تنظيم لقاء تواصلي في 16 أكتوبر الجاري لتوضيح تفاصيل هذا المشروع.

إن الوضع الحالي للغابة يتطلب استجابة فورية لضمان مستقبلها. فهل ستستجيب الجهات المعنية لنداءات السكان والناشطين قبل فوات الأوان.

التعليقات مغلقة.