موجة حر غير مسبوقة تضرب أوروبا

تشهد أوروبا موجة حر قياسية غير مسبوقة، تتجاوز درجات الحرارة فيها المعدلات الطبيعية بكثير، مما يثير مخاوف من كارثة صحية محتملة. فقد سجلت العديد من الدول الأوروبية درجات حرارة قياسية، تجاوزت في بعض المناطق الأربعين درجة مئوية.

وتشمل الدول المتضررة بشدة من هذه الموجة الحارة فرنسا وإسبانيا وإيطاليا واليونان، حيث تُسجّل مستشفيات ارتفاعًا ملحوظًا في عدد حالات الإصابة بأمراض مرتبطة بالحرارة، مثل ضربة الشمس والإجهاد الحراري. وقد أصدرت السلطات الصحية في هذه الدول تحذيرات شديدة اللهجة، وحثت المواطنين على اتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية أنفسهم من آثار الحرارة الشديدة.

وتتضمن هذه الاحتياطات شرب كميات كبيرة من الماء، وتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس خلال ساعات الذروة، والبقاء في أماكن مكيفة الهواء قدر الإمكان. كما دعت السلطات إلى ضرورة الاهتمام بشكل خاص بالفئات الأكثر عرضة للإصابة بأمراض الحرارة، مثل كبار السن والأطفال والمرضى المزمنين.

ولم تقتصر آثار هذه الموجة الحارة على الصحة العامة فحسب، بل امتدت لتشمل أيضاً قطاعات أخرى، مثل الزراعة والسياحة. فقد تسببت الحرارة الشديدة في تلف المحاصيل الزراعية، مما قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية. كما أثرت سلباً على القطاع السياحي، حيث فضّل العديد من السياح إلغاء رحلاتهم أو تقصير مدتها بسبب الظروف المناخية القاسية.

وتُشير هذه الموجة الحارة القياسية إلى خطورة التغيرات المناخية وتأثيراتها المدمرة على الكوكب، وتُبرز الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات جادة للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، والعمل على تخفيف آثار التغيرات المناخية قبل فوات الأوان. فإن استمرار هذا الوضع يهدد بحدوث كوارث صحية وبيئية أكثر خطورة في المستقبل