أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

“المغاربة يحتفظون بأموالهم في البيوت: بين الثروة والقلق المالي”

حسن الخباز

فاجأ بنك المغرب الجميع بتقريره الأخير الذي كشف أن المغاربة يفضلون ادخار أموالهم في بيوتهم بدلاً من البنوك، حيث يُقدَّر المبلغ المخزَّن بأكثر من 400 مليار درهم. هذا الكشف أحدث صدمة في الأوساط المالية وفتح النقاش حول الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة غير الصحية.

التقرير يشير إلى تراجع ثقة المغاربة في النظام البنكي، ويجب على السلطات المعنية دراسة هذه الظاهرة بعناية، لأنها تمثل اتهامًا واضحًا للمؤسسات المالية. في رأيي، هناك العديد من الأسباب وراء هذا التوجه، من بينها الاقتطاعات المتكررة التي تفرض على الزبائن بعد كل عملية مصرفية، بالإضافة إلى الرسوم الفصلية المرتفعة التي تساهم في عزوفهم عن استخدام الخدمات البنكية.

أيضًا، تزايدت المخاوف من انتشار الاختلاسات التي تتورط فيها بعض إدارات الوكالات البنكية، كما ظهرت تهديدات من عمليات قرصنة الحسابات البنكية التي حُمِّل زبناء البنوك تبعاتها، مما زاد من عدم الثقة في النظام المصرفي.

يجب على بنك المغرب، باعتباره المسؤول عن السياسة المالية في البلاد، أن يستند إلى معطيات هذا التقرير ليكتشف الأسباب الجذرية لهذه الظاهرة. ولقد سبق لجلالة الملك أن طرح سؤال “أين الثروة؟”، وقد جاء الرد من نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي بأن البيوت تمثل واحدة من مصادرها. لذا، من الضروري أن تُجرى دراسات معمقة لكشف المنابع الأخرى وتقديم الشفافية اللازمة لشعبنا ولملكنا حول طبيعة الثروة في المغرب ومستقبله

التعليقات مغلقة.