أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

حمامة لم تحقق سلاما وجرار معطوب لم يحرث أرضا وميزان اختلت موازينه

رضا سكحال

يجني المغاربة غلة نتائج المخطط الأخضر كل عام، بل كل شهر، عفوا بل كل أسبوع،  حيث تدرس حكومة “أخنوش” إمكانية فتح باب استيراد الأبقار الموجهة للذبح، في ظل الارتفاع المستمر في أسعار اللحوم بالسوق المحلية، والذي بلغ حاليا 120 درهما للكيلوغرام الواحد. وإذمن المرتقب أن يشهد ارتفاعا خلال الأيام القادمة.

ويأتي هذا الخصاص المهول في الأبقار الموجهة للذبح، في ضل المخطط الأخضر المبهر، الذي اختفى لونه فجأة، حيث أصبح المغرب أصفر اللون، لا خضروات في متناول الأسرة، ولا فواكه تطالها أيادي البسطاء…غلاء فاحش، وأسعار ارتفع سهمها كارتفاع سهم الشركات التي تضاعف رقم وحجم معاملاتها، والتي يعود ملكيتها لوزراء وبرلمانيين.

صاحب هذا الارتفاع الصاروخي في كل المواد الغذائية، تفشي مقلق للبطالة وسط مفاصل المجتمع، حيث شحت فرص الشغل من سوق العمل، وارتفعت نسبة الهجرة غير الشرعية، في ظل غياب البدائل الاقتصادية، ولعل ظاهرة ما يسمى بـ “الحريك الجماعي” التي شهدها المغرب مؤخرا، حيث رمي ملفها في سلة المهملات، بعد أن قالت عدالة تطوان كلمتها، تؤكد أن الحكومة في واد غير واد الشعب.

طوت الأغلبية الحكومية ملف الهجرة بشكل مطلق، فعجزت حمامتها عن تحقيق السلام للمغاربة، وأصيب جرارها بالعطب، إذ لم يحرث أرضا، واختلت موازين الميزان، فعم الظلام أرجاء الوطن.

برلمان نائم بغرفتيه، لم نسمع له همسا، يرتفع ضجيج نوابه عند المناسبات التي تصوب فيها عدسات الكاميرات أضوائها نحوهم، وحكومة بوزراء ووزيرات، أقدامهم معنا وعقولهم في جهة أخرى.

قرارات ظالمة، وسلم اجتماعي مهدد بطابع رسمي من حكومة أخرجت كل القطاعات للاحتجاج، كان أخرها تسقيف سن الولوج لمهنة التعليم، الذي سنه  وزير التعليم، شكيب بنموسى، دون أن يراعي لمن ذبحهم القرار، ولا لمن طالهم الأذى، ولا لتلك الشواهد الجامعية الشاهدة على كفاحية أصحابها.

مل الشعب من الوعود الكاذبة، التي لم تحل يوما بابا، أو تساهم في رفع مؤشر ما من مؤشرات التنمية، المؤشر الوحيد الذي رفعته، هو ذلك المؤشر الذي يخول لك الاستفادة من الدعم، حتى تحرم من رفعوا قهرهم هرما من “جوج فرنك”، الكلمة التاريخية التي استعملتها “شرفات أفيلال” الوزيرة السابقة.

وانتظر العاطلون دورهم في طابور طويل، من أجل وظيفة تحفظ لهم كرامتهم، دون أن يكون لهم ذلك، أطباء يعنفون أمام كلياتهم، و أساتذة طالهم الحيف في ملفات عددية، خاصة منهم أولئك الذين أفنوا عمرهم في تعليم الأجيال، وخربوا صحتهم وهم يبنون رجال الغد.

ها هم الرجال قد كبروا، فصاروا نوابا للأمة المغبونة، ووزراء بحقائب متعددة، وكان أول شيئ فعلوه أن وقعوا على قرارات لم تراعي للوضعية ولا للظرفية التي يعيشها هذا الشعب، صاحبها ترحيب كبير من النواب، أما المعارضون، فهم يتبادلون الأدوار لا غير. فهنيئا لنا بهذه الحكومة وبوزرائها.

 

 

التعليقات مغلقة.