أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

أسرار غير معروفة للماء وتحليته وتدبيره

بدر شاشا

الماء هو أساس الحياة على الأرض، ويشكل حوالي 60% من جسم الإنسان، حيث يؤدي دورًا حيويًا في العمليات الحيوية مثل تنظيم درجة الحرارة، والهضم، ونقل العناصر الغذائية. رغم أن 71% من سطح الأرض مغطى بالماء، فإن 2.5% فقط من هذه الكمية هي ماء عذب. معظم الماء العذب موجود في الأنهار والبحيرات والجبال الجليدية، مما يجعل المحافظة عليه أمرًا ضروريًا.

توجد عدة تقنيات لتحلية المياه، منها التناضح العكسي الذي يعتمد على ضغط الماء العذب عبر غشاء شبه نفاذ لإزالة الملح والشوائب. كما تُستخدم تقنية التقطير التي تتضمن تبخير الماء ثم تكثيفه، مما يفصل الماء عن الأملاح والمعادن. هناك أيضًا التحلية الكهربائية، التي تستخدم الكهرباء لفصل الأملاح من الماء وتعتبر تقنية مبتكرة.

إعادة استخدام المياه الرمادية، مثل تلك الناتجة عن غسل الأطباق والاستحمام، يمكن أن يكون لها تأثير كبير. يمكن استخدام هذه المياه في الري أو في المراحيض، مما يساعد في تقليل استهلاك المياه العذبة.

تستخدم التقنيات الحديثة في تدبير المياه، مثل المراقبة الذكية التي تعتمد على تقنيات الاستشعار عن بعد لمراقبة جودة المياه وتحديد مصادر التسرب. كما أن الأنظمة الذكية للري تعتمد على بيانات الطقس والتربة لتقليل استهلاك المياه في الزراعة.

تغير المناخ يؤثر أيضًا بشكل كبير على مصادر المياه، حيث يؤدي إلى انخفاض مستويات المياه في الأنهار والبحيرات، مما يزيد من التحديات المرتبطة بتوفير المياه العذبة. في هذا السياق، يعتبر زيادة الوعي والتثقيف حول أهمية الحفاظ على المياه واستخدامها بشكل مستدام أمرًا حيويًا. يمكن أن تؤدي عادات بسيطة مثل إصلاح التسريبات إلى توفير كميات كبيرة من المياه.

الماء أيضًا يُعتبر موردًا اقتصاديًا حيويًا، حيث يساهم في إنتاج الطاقة، والزراعة، والصناعة. الاستثمار في بنية تحتية فعالة للمياه يمكن أن يسهم في التنمية المستدامة.

الماء هو مورد حيوي يتطلب إدارة فعالة وتحلية مستدامة. من خلال فهم أسراره واستخدام تقنيات جديدة، يمكننا ضمان مستقبل مائي آمن للأجيال القادمة.

التعليقات مغلقة.