بقلم الاستاذ محمد عيدني
تعتبر الخيانة الزوجية قضية حساسة ومعقدة تؤثر بشكل عميق على العلاقات الأسرية، وقد تثير مشاعر الألم والشك والتوتر بين الأزواج. تظهر إحصاءات الدراسات الاجتماعية أن ما يصل إلى 30% من الأزواج قد يواجهون تجربة الخيانة في علاقاتهم. ولكن ما هي الأسباب التي تقف وراء هذه الظاهرة، وما هي الآثار المترتبة عليها؟
تعدد الأسباب المؤدية للخيانة، ومن أبرزها عدم التواصل العاطفي. عندما يشعر أحد الطرفين، سواء كان الرجل أو المرأة، بعدم الفهم أو الدعم والإهتمام من الشريك، قد يسعى بحثًا عن تلك المشاعر في مكان آخر. كذلك، يلعب نقص الاحترام والتقدير دورًا محوريًا، إذ يمكن أن يؤدي ضعف الإشادة أو التقدير إلى سعي أحد الطرفين لتعزيز مشاعره عبر علاقات خارجية.
على الصعيد النفسي، قد تتسبب التوترات الشخصية مثل المشاكل المالية وضغوط العمل في حدوث مشاعر من الإحباط والخواء، مما يدفع البعض إلى اللجوء للخيانة كوسيلة للهروب من الواقع. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون البحث عن المتعة والتجديد أحد الأسباب، حيث يشعر بعض الأزواج بالملل والرغبة في تجربة شيء جديد بعيدًا عن الروتين اليومي.
ومع ذلك، يظل من الممكن الحد من هذه الظاهرة من خلال تعزيز التواصل بين الزوجين. فتح قنوات الاتصال العميق والصادق يمكن أن يخفف من مشاعر الوحدة ويعزز الاحترام المتبادل. إن تخصيص وقت للترفيه وقضاء لحظات ممتعة معًا يساعد أيضًا في تقوية الروابط العاطفية.
في نهاية المطاف، تتطلب العلاقات الأسرية الرعاية والاهتمام المستمرين. يجب أن يدرك الأزواج أهمية تعزيز فهمهم لبعضهم البعض وتلبية احتياجاتهم العاطفية، مما يساهم في بناء علاقة صحية وقوية. في عالم معقد مليء بالتحديات، يمكن أن تكون العلاقات الأسرية الأكثر استقرارًا نتيجة للالتزام بالتفاهم والثقة
التعليقات مغلقة.