يشهد المشهد الأدبي في بلجيكا صعودًا لافتًا للكاتب الدرامي سعيد بن علي، الذي وُلِد عام 1972 لعائلة مغربية في العاصمة البلجيكية. يجسد بن علي رحلة فريدة من نوعها، عازمًا على تعزيز الثقافة المغربية في بلده الأم من خلال أعماله.
طفولة ملهمة وشغف بالأدب
نشأ سعيد في بيئة تربي الطفل على حب القراءة والكتابة. وقد أثر عليه أستاذه في المدرسة الثانوية بطريقة غيرت نظرته للأدب، حيث قدم له الكلاسيكيات بأسلوب جذاب، مما جعل الكتابة جزءًا لا يتجزأ من حياته. مع مرور السنوات، اتخذ الكتابة مسارًا مهنية، حيث بدأ بقص قصيرة ثم انتقل إلى الرواية، ليجد نفسه في النهاية في عالم المسرح.
الكتابة كعلاج للآلام الشخصية
تأثرت مسيرة بن علي بشكل عميق بعد فقدان والدته، حيث أصبح الكتابة وسيلة للتعبير عن مشاعره وآلامه. يقول في حديثه مع جريدة الشروق: “كنت بحاجة إلى تفريغ مشاعري”، مما دفعه إلى مشاركة كتاباته عبر منصات التواصل الاجتماعي. وقد لاقت تلك النصوص استحسان القراء، مما ألهمه لتحويلها إلى مجموعة قصص قصيرة بعنوان “قصص من هنا وهناك”.
العمل الأول: رواية تُروى بصوت الأم
استلهم سعيد من تجربته الشخصية ليكتب روايته الأولى التي تحمل عنوان “أيامي الأخيرة العزيزة”. قدم فيها سردًا متميزًا يتحدث فيه عن والدته بصوتها، بدلاً من الأسلوب السيري التقليدي. هذا النهج أضفى عمقًا خاصًا على النص، ليعكس مشاعر الفقد والحنين بأسلوب مؤثر.
التطلعات المستقبلية
يدعو بن علي لمشاريع سياحية تربط بين المغرب وبلجيكا، آملاً أن تسهم في تعزيز الثقافة المغربية ونقل التجارب الثقافية بين البلدين. إن مسيرة سعيد بن علي تمثل مثالًا ملهمًا لتلاقي الثقافات، وتؤكد على قدرة الأدب على تجاوز الحدود.
التعليقات مغلقة.