أصبحت الجزائر أول دولة عربية تعلن عن امتلاكها منظومة الصواريخ الباليستية “إسكندر-E” الروسية، وذلك في عرض عسكري مرتقب بالعاصمة الجزائرية بمناسبة الذكرى السبعين للثورة التحريرية. ويأتي هذا الإجراء بالتزامن مع إعلان ميزانية وزارة الدفاع الوطني، التي تخطت لأول مرة 25 مليار دولار.
قبل العرض العسكري المزمع يوم الجمعة 1 نوفمبر، والذي يتزامن مع ذكرى اندلاع الثورة، تم التقاط صور لمنظومة “إسكندر” الروسية قصيرة المدى في الجزائر العاصمة، وهي المرة الأولى التي يُظهر فيها هذا النظام الصاروخي بوضوح في الترسانة العسكرية لدولة عربية.
وقد حصلت الجزائر على أربعة أفواج من منظومة “إسكندر-E” بين عامي 2013 و2017، حيث تضم هذه الأفواج نحو 50 مركبة و48 صاروخًا لكل فوج، تشمل 12 قاذفة و12 ناقلة و11 مركبة قيادة. وظهر الجيش الجزائري لأول مرة يستخدم هذا النظام في عام 2020، حيث عرضت قناة التلفزيون الوطنية لقطات لإطلاق الصواريخ، لكنها كانت ملتقطة عن بُعد.
يُعتبر صاروخ “إسكندر-E” من الصواريخ الباليستية المتطورة، حيث يتميز بدقة عالية وسرعة فرط صوتية، مع مدى يصل إلى حوالي 500 كيلومتر، مما يمكّنه من استهداف المواقع الاستراتيجية، بما في ذلك البنية التحتية ومراكز القيادة.
في سياق يعكس التوترات الإقليمية المتصاعدة، تعزز الجزائر قدراتها العسكرية باستخدام صواريخ “إسكندر-E”، خاصة في ظل التعاون الدفاعي المتزايد بين المغرب وإسرائيل، التي تعتبرها الجزائر تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي. بعد حصول المغرب على منظومة الصواريخ الأمريكية “HIMARS”، التي تتميز بمدى يصل إلى 300 كيلومتر، أصبحت الجزائر تسعى لتعزيز موقعها الدفاعي.
وسوف تتضمن ميزانية الجزائر لعام 2025 تخصيصًا كبيرًا لوزارة الدفاع يتجاوز 25 مليار دولار، بزيادة قدرها 3 مليارات عن السنة السابقة. ويُعكس هذا القرار الوضع الأمني المتفاقم في المنطقة، مما يستدعي تعزيز قدرات القوات المسلحة.
وسيرافق العرض العسكري تعزيزات أمنية مشددة في العاصمة الجزائرية، حيث تم نقل آليات ضخمة مثل الدبابات والطائرات إلى مواقع قريبة من منطقة العرض. يتيح هذا العرض للسلطات الجزائرية فرصة لاستعراض قواتها البرية والجوية والبحرية بشكل مهيب في موقع يحمل رمزية تاريخية مهمة
التعليقات مغلقة.