أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

اللقاء السنوي لفناني فاس: الفن والثقافة في صلب التفكير حول تدبير الماء

أصوات

غاص اللقاء السنوي لفناني فاس (Fez Gathering)، الذي نظم يوم الأربعاء، في صلب موضوع يكتسي أهمية كبيرة على المستوى الدولي يهم “استكشاف تدبير الماء بالمدن، منذ الماضي إلى يومنا هذا”.

 

واستكشف المشاركون في هذا الحدث، وضمنهم باحثون وممارسون وشغوفون، الدور الأساسي لتدبير الماء في الأوساط الحضرية، من خلال مناقشة الآفاق التاريخية والممارسات المعاصرة والتحديات والابتكارات في هذا المجال الحيوي.

 

وفي كلمة بالمناسبة، سلطت مديرة المدرسة الأورومتوسطية للهندسة المعمارية والتصميم والتعمير، وفاء بلعربي، الضوء على أهمية موضوع الماء بالنسبة للمغرب، وعلى وجاهة اختيار فاس كفضاء لاحتضان هذا الحدث.

 

وقالت السيدة بلعربي إن “هذا الحدث يكتسي أهمية خاصة على اعتبار أنه يضع في صلب النقاش قضية الماء بجميع أبعادها:

 

استهلاكه وتدبيره وتفاعله مع البيئة الحضرية”، مؤكدة أن “قضية الماء تكتسي أهمية كبيرة بالنسبة للمغرب حيث نمر حاليا من فترة تتسم بإجهاد مائي كبير”.

 

 

وشكل هذا اللقاء فرصة لمناقشة هذه القضية مع الطلبة والفاعلين المحليين، إضافة إلى الفاعلين على مستوى الجامعة.

وأوضحت السيدة بلعربي أن “طموحنا يتمثل في مناقشة قضية الماء من زوايا متعددة، سواء تعلق الأمر بحكامة الماء والرهانات المرتبطة باستهلاكه، أو الدور الذي يمكن أن يضطلع به الفن للتحسيس بهذه الإشكالية الأساسية”.

 

وتميز هذا اللقاء بعرض فيلم وثائقي استعرض تاريخ تدبير الماء فاس، وتطور الممارسات المائية بالمدينة، منذ الأنظمة التقليدية المتطورة للمدينة العتيقة، وصولا إلى التحديات المعاصرة المرتبطة بالعولمة والليبرالية الجديدة.

 

وسلطت الصور الضوء على براعة الأنظمة القديمة للري والتزويد بالماء، والتي أتاحت وصول هذه المادة بشكل متواصل إلى المنازل والحمامات والمساجد والحدائق بالمدينة العتيقة.

 

واستعرض الفيلم عددا من الأمثلة الرمزية مثل الساعة المائية بالمدرسة البوعنانية، التي تعتبر تجسيدا واضحا للتحكم في الماء وقياس الزمن في القرن الرابع عشر. ومن خلال مقارنة هذا التاريخ الغني مع واقع اليوم، أتاح الفيلم الوقوف على التغييرات العميقة التي شهدها تدبير المياه، وتسليط الضوء على الرهانات والتحديات التي تواجه اليوم المدينة وسكانها.

 

 

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد المسؤول عن هذا اللقاء الدولي، عمر الشنافي، على الأهمية التي توليها هذه الدورة للماء من خلال منظور فني، مشيرا إلى أن نسخة هذه السنة “تركز على الماء الذي نأمل استكشافه من خلال العروض الفنية”.

 

وأضاف “لاحظنا أن المسؤولين والباحثين يولون أهمية متزايدة لموضوع الماء، لذلك قررنا من جهتنا المساهمة في هذا المجال من خلال الجانبين الفني والثقافي”، مشيرا إلى أن اللقاء السنوي لفناني فاس يهدف إلى التحسيس بقضية الماء من خلال الفن والثقافة.

 

وتابع السيد الشنافي “نطمح إلى تحسيس الجمهور بأهمية الماء، من خلال برنامج ثقافي غني ومتنوع”، مشيرا إلى أن الهدف يتمثل في نقل رسالة حول أهمية الماء من خلال التعبيرات الفنية.

 

وشكل هذا اللقاء مناسبة لمناقشة الدور الهام للفن والثقافة في رفع الرهانات الحالية المرتبطة بالماء، وتسليط الضوء على المؤسسات التقليدية المرتبطة بالماء ودورها في تعزيز الممارسات المستدامة.

التعليقات مغلقة.