أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

“شراكة استراتيجية بين المغرب والإمارات: تعزيز التعاون العسكري في عصر التحديات العالمية”

بقلم الاستاذ محمد عيدني

في خطوة بارزة تعكس عمق العلاقات الثنائية، استقبل الفريق أول محمد بريظ، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية، اللواء عيسى سيف بن عبلان المزروعي، رئيس أركان القوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة، في 31 أكتوبر 2024، بمناسبة المعرض الدولي للطيران والفضاء بمراكش.

تأتي هذه الزيارة في سياق تعزيز الالتزام المشترك بالأمن والاستقرار في المنطقة، حيث اتفق الجانبان على أهمية توسيع نطاق التعاون العسكري بين الدولتين، بما يشمل تبادل الخبرات والتدريبات المشتركة لمواجهة التحديات الأمنية المتزايدة على الصعيدين الإقليمي والدولي.

في هذا اللقاء، تم التأكيد على الروابط العميقة التي تجمع بين المغرب والإمارات، والتي تمتد إلى عقود من الزمن. إذ يعود تاريخ التعاون العسكري بين القوات المسلحة الملكية والقوات المسلحة الإماراتية إلى عام 1980، عندما تم توقيع أول اتفاقية عسكرية، مما يعكس الوعي العميق لدى القيادتين بقيمة التعاون والتضامن في مجالات الدفاع والأمن.

وقد أعرب الجانبان عن ارتياحهما لمستوى التعاون القائم، وأبديا إرادتهما المشتركة لتعزيز هذا التعاون وفقًا للإرادة السامية لقادة البلدين الشقيقين. كما تناولت المباحثات المجالات الحيوية التي تشمل التدريب وتبادل الزيارات، إلى جانب صناعة الدفاع، مما يفتح آفاقًا جديدة لتعميق التفاهم المتبادل وتفعيل الشراكات الاستراتيجية.

وهذا التعاون ليس مجرد تحالف عسكري، بل هو تجسيد لرؤية شاملة نحو مستقبل مزدهر، حيث يتعاون البلدان في مواجهة التحديات المشتركة لتحقيق الأمن والاستقرار الإقليميين. وفي ظل التطورات الجيوسياسية المتسارعة، أصبح من الضروري للقوى الإقليمية أن تتحد وتعزز من قدراتها، مما يؤكد على أهمية هذه الشراكة.

كما أكد اللواء المزروعي في تصريحاته على أن هذه اللقاءات تمثل فرصة فريدة لتعميق العلاقات وتعزيز القدرات الدفاعية، مشيراً إلى أن الأمن والاستقرار هما الأساس لتنمية أي مجتمع. من هنا، يمكن القول إن القمة بين المغرب والإمارات هي خطوة نحو بناء نموذج جديد من الشراكات العسكرية التي تتجاوز الحدود التقليدية، لتشكل نموذجًا يُحتذى به في التعاون والابتكار.

إن هذه اللحظة التاريخية تعكس الالتزام الراسخ للبلدين القائديْن بتعزيز السلام والأمن، مما يرسخ علاقة أخوية تتجاوز كافة التحديات. إذ أن التعاون العسكري بين المغرب والإمارات لا يقتصر فقط على المجال العسكري، بل يمتد ليشمل تبادل الثقافة والرؤى حول متطلبات العصر الحالي.

وبذلك، تشكل هذه الزيارة علامة فارقة في تاريخ العلاقات المغربية الإماراتية، داعية لمزيد من التعاون والتفاعل البناء بين الدولتين، لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وفتح آفاق جديدة لتحقيق التنمية المستدامة التي تتطلبها المرحلة الراهنة

التعليقات مغلقة.