” مواطنون ونفتخر .. “

زهرة عز*

انا وزير ولست مواطنا .. هل هو انسلاخ هوياتي حدّ التنكر ؟ ، كنت مواطنا والآن انا وزير ، خرجة أحالتنا على مفهوم ‘ الوزارة تٓجُبُّ ما قبلها ‘، تقطع نهائيا مع ايام كان ، يحلف فيها بأغلظ الإيمان للعمل على اجتثاث الفساد من مهده ، وصرع الانس والجن لتحقيق كرامة المواطن وضمان حقوقه .. الوزارة تٓجُبُّ ما قبلها اذن فليس عليه من حرج، ولا ضرر اذا تضرر المواطن والوطن ، فهو وزير وليس مواطنا ولا يعنيه امر المواطنين في شيء..

وزير ملك زمام أمره للحظة واعترف بملء فاه انه ليس مواطنا بل وزيرا ، كلمات لخصت المفيد ، رفعت اللبس وأزاحت عن أعيننا بعض الضباب ، تجلى لنا الوضع كما هو ، وزراؤنا الذين تسكنهم عقدة” الخواجة ” يسبحون في مجرات خارج مدارنا .. لذلك وجب الشّكر .

قد تكون فلتة الوزير انفراجا لدواخل النفوس الحائرة المختبئة وراء جدران من إسمنت و كراسي مخملية ، تؤثث الإضمام لتياره الجديد ، يفكّون لجام ألسنتهم،ونسمع من يعلن انا برلماني ولست مواطنا ، أنا مستشار ولست مواطنا، أنا مسؤول ولست مواطنا ، في سياق منح القدسية للمنصب الذي يٓجُبُّ ما قبله ويُحِلُّ أصحابه من كل الوعود والعهود التي نثروها جزافا ،،

وقد يكون تيارا ا صادقا أكثر اذا أرفقه ببيان يعفيه من تعهداته بحكم المنصب القدسي الذي جبّ ماقبله، وأيضا بشرحٌ مسهب عن الريع والغنيمة والبحث عن المال والمنصب والتعويضات ،، مستنقع راكد يسبح فيه أغلب من يدعون أنهم ليسوا مواطنين عاديين ، وجل الذين اسقطوا من قاموسهم مصلحة المواطن والوطن وهم يغرقون في نزوة المصالح الذاتية ،،

حسنا ، بادرتم الى تقديم اعتذاركم عن زلة اللسان هذه ، لمن يقولون عن اقتناع “مواطنون ونفتخر” .