في خطوة رائدة تهدف إلى مكافحة الإدمان، كشف فريق من الباحثين عن استخدام تقنية الموجات فوق الصوتية كوسيلة جديدة للعلاج في حالة الإدمان. تشير الدراسة التي أجراها معهد روكفلر لعلوم الأعصاب بجامعة ويست فيرجينيا إلى أن هذه الطريقة قد تكون فعّالة في تعطيل أنظمة المكافأة في الدماغ والتي تلعب دوراً حيوياً في الرغبة في التعاطي.
جهاز العلاج، الذي يشبه خوذة مكلفة تصل إلى مليون دولار، يعمل على بث موجات عالية التردد تستهدف منطقة النواة المتكئة، والتي تعد مركزًا مهمًا للشعور بالمكافأة والدافع. استنادًا إلى النتائج الأولية، كان لمشارك واحد، يُدعى جون هيلتون، تجربة ناجحة حيث عانى من الإدمان لأكثر من عشرين عامًا. بعد تعرضه للموجات فوق الصوتية لمدة 30 دقيقة خلال مشاهدة مواد تتعلق بالهيروين، أفاد بتقليص مشاعر الرغبة في التعاطي إلى درجات قريبة من الصفر.
تعد هذه الدراسة جزءاً من تجربة سريرية عشوائية مزدوجة التعمية، مما يعني أن المشاركين لم يكونوا على دراية بنوع العلاج الذي يتلقونه. ويمتد نطاق الدراسة ليشمل 20 مريضاً آخرين كانت لديهم تجارب إيجابية مماثلة.
العلاج الجديد معتمد من قِبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، ويعتمد على إدخال أقطاب كهربائية صغيرة عبر فتحات في الجمجمة للوصول إلى منطقة المكافأة في الدماغ. خمسة ملايين دولار من التمويل المُقدم من المعاهد الوطنية الأمريكية للصحة ساهمت في تطوير هذه الأبحاث، مع خطط لإجراء المزيد من التجارب بالتعاون مع كلية وايل كورنيل وجامعة ماريلاند.
أعرب الدكتور علي ريزاي، جراح الأعصاب والرئيس التنفيذي لمعهد روكفلر، عن تفاؤله بشأن النتائج، مشيراً إلى أن هناك حركة دائمة بين مركز الإدمان وبقية المناطق الدماغية. ومع ذلك، شدد على أهمية دمج هذا العلاج مع آليات مواجهة فعالة لدعم المرضى في التعامل مع الضغوط اليومية والمحفزات التي قد تؤدي إلى الانتكاس.
بينما يعد استخدام الموجات فوق الصوتية خطوة واعدة في علاج الإدمان، يبقى هناك حاجة ملحة للأبحاث الإضافية لفهم فعاليته بشكل كامل وتأثيراته على المدى الطويل
التعليقات مغلقة.