أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

في أعماق جحيم

أحمد بنميمون *

أقيم في بناء هادئ هنا ، فإذا ذهبت إلى مدينة أخرى حللتُ ببناءٍ أكثر هدوءأ، لكن قلقي لا يتوقف لحظة واحدة، ليكون يومي لا طمانينة دائمة، فأنا أتوجس في رُعب لا يكاد يفارقني من أن تدوِّي دفعة واحدة، كل صفارات الإنذار، مع ازدحام جميع البذلات الرسمية عليَّ، وحتى من مخبري شرطة ظلام في تنكُّرٍ مدني، ليتم لهم إيقافي متلبساً بما يمكنهم أن يجدوني عليه، مستقلاً عن جميع ادعاءاتهم في كل العصور، من مواقف لا أشهد فيها بالحقِّ لغير نفسي، ونقياً شببْتُ على نفس المبدإ ، حتى وانا أتلظَّى في جحيم يكاد يكون لم تتأجج نيرانه لغيري.

….

لكن رغم ذلك لا شيء يأخذ بتلابيبي حتى وأنا أسير في زحامهم ، وأعيش طقوسهم أقهقه أحيانا في سري، وأكاد أن أنزعَ

إلى حنان رأفة ببساطة ما يرون حين يكبر في أعماقي أن خطاي لا تسير بي معهم إلى غير ثقب أسود أو أبيض لايهم، ستنتهي خلافاتنا بوقوعنا في أتونه جميعاً بعد قليل.

فلتدوِّ صفاراتهم، أو فلتنطلق حناجرهم فسيان عندي ، فذلك لن ينجيهمُ من جحيم ما هم فيه، ولن يقودهم ، حين يأخذهم سُعار إلى الهتاف بأعلى أصواتهم ،إلى العثور داخلي على صاحبي الذي سيظل ينظر إلى تدافعهم نحو الإمساك بالوهم، متشفياً ، يكاد يتميز من السعادة دون أن يدركوه أو يروه.

ثم أجدني أنثني وأنا أكفكف من دمعي، وأُقِرَّ:

“كيف لا أومن يا مولاي والقلبُ تلظَّى كل وقتٍ، في لهيب من سياطِ الرعب”

هذا الجسد الواهي بناءٌ دعمته الروح من قبلُ، ولكن بقائي

كان رهناً بخنوعي لخرافاتٍ تداعت ثم ضاعتِ، ثم زال الوهمُ

حتى جاء من ينفخ في الصُّور،

هم الآن ينادون إلى رؤياي في بدء رهانات اشتعالي.

ــــــــــــــــــــــ

* : كاتب مغربي

التعليقات مغلقة.