المقاولات الصحفية الصغيرة بالمغرب.. صرخة من أجل العدالة والدعم
بقلم: الأستاذ محمد عيدني
تعيش المقاولات الصحفية الصغيرة في المغرب مرحلة حرجة ومعاناة مستمرة، تستحق وقفة حقيقية لفهم التحديات التي تواجهها. إنها ليست مجرد مقاولات صغيرة، بل هي منصات تعبر عن آمال وآلام المجتمع. لكن، يا للمفاجأة، تكتشف أن هذه المؤسسات تعاني بلا رحمة، في وقت يلقي فيه الضوء على دعم غير مُنصف، ينحصر غالبًا في المؤسسات الكبرى التي تملك القدرة على التأثير.
لقد أظهرت التجارب الأخيرة أن الدعم الموجه للصحافة لا يمثل حلاً جذريًا. فالقرارات التي تصدر من فوق غالبًا ما تكون بعيدة عن واقع الصحفيين في الميدان، تاركةً المقاولات الصغيرة تعاني من نقص التمويل وهشاشة الموارد. لا يُعقل أن نترك ما يزيد عن ست سنوات من العمل الجاد تذهب سدى دون أي شكل من أشكال الدعم الفعلي.
هل يحتاج الأمر إلى توضيح أكثر؟
إن غياب العدالة في توزيع الدعم يعني أننا نساهم في قتل الصحافة الصغيرة، التي تُعتبر بمثابة صوت الحق والحقيقة، في موسم يُفترض أن تكون فيه وسائل الإعلام هي القلعة الحامية للحقوق، نجد أنفسنا نشهد ركودًا وتراجعًا في الدور الذي يفترض أن تلعبه.
الاقتصاد العالمي يتغير، والتكنولوجيا تتطور، ولكن ميزان الدعم الإعلامي لا يزال مختلاً، في الوقت الذي يجب أن تُتاح فيه الفرصة لمبدعي المحتوى للابتكار والتعبير عن آرائهم بحرية، نجد أن الأنظمة القائمة تُركّز على صب الأموال في جيوب قليلة، بينما تترك غيرهم يتخبط في الدماء.
يجب على المعنيين أن يستوعبوا أن الصحافة ليست مجرد أرقام ومؤسسات، بل هي روح المجتمع وصوته. لذا، فإن الضغط والمطالبة بتوزيع عادل للدعم ليست قضية ترفيه. بل هي ضرورة ملحة. ينبغي التحرك الفوري لحماية الصحافة الصغيرة، وعدم تركها لقنديل حالك الظلام.
إن الحلول الممكنة متعددة بدءًا من تشجيع الشفافية في الدعم، وصولًا إلى خلق شراكات فعالة مع الجهات الراعية. وحدها الإرادة السياسية الصادقة والمسؤولة ستكون قادرًة على إحداث الفارق.
وفي اختتام هذه الكلمات، أقول إن الأسبوع الذي يمر بدون أن نسمع عن دعم الموازين بوضوح في الصحافة الصغيرة هو بمثابة دعوة للطوارئ. فلنرفع الصوت معًا، ونحمل لواء الحق. لنصنع غدًا أفضل لوسائل إعلامنا. محققين بذلك العدالة التي تستحقها كل المقاولات.
التعليقات مغلقة.