أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

هل سيستجيب الملك لمطالب المغاربة بالإفراج عن محمد زيان

بقلم محمد عيدني

في تطور مثير للقلق، تم نقل النقيب محمد زيان، وزير حقوق الإنسان السابق، من قاعة المحاكمة في استئنافية الرباط إلى المستشفى في حالة صحية حرجة بعد تعرضه لأزمة قلبية. القاضي، في خطوة احترازية، قرر رفع الجلسة مؤقتاً لحين الاطمئنان على صحة زيان، الذي يعاني من أمراض مزمنة وأصبح في الثمانين من عمره.

بعد أكثر من عامين في السجن، يواجه زيان اتهامات عديدة من النيابة العامة، وقد قضت غرفة الجنايات الابتدائية بسجنه لمدة خمس سنوات. لذا، فإن المطالبات بالإفراج عنه تتزايد، خاصة وأن سجنه يناقض المبادئ الإنسانية في التعامل مع كبار السن.

يستند الكاتب إلى أهمية رؤية زيان الآن تحت رعاية أسرته بدلاً من السجن، محذراً من أن استمرار اعتقاله سيشكل وصمة عار على المجتمع المغربي. ويثير القلق حول لماذا لم يتم إدراج حالته ضمن حالات العفو التي تمنحها الدولة، رغم السجل الحافل له كوزير سابق و…
محمد زيان هو شخصية بارزة في الساحة القانونية المغربية، حيث يجسد القيم والمبادئ التي تنادي بها حقوق الإنسان. عُرف بشجاعته وحماسه في الدفاع عن القضايا الاجتماعية والسياسية، وعُدَّ واحدًا من أبرز المحامين الذين يحملون راية الحق والعدالة في المغرب. منذ بداياته، كان لديه اهتمام عميق بالقضايا التي تمس المواطن العادي، حيث كان دائمًا يسعى إلى تقديم الدعم القانوني للمظلومين والمحتاجين، وبهذا ساهم في بناء ثقة الجموع في النظام القضائي.

عمل زيان في عدة قضايا حققت صدى واسعًا، منها تلك المتعلقة بالانتخابات، وحرية التعبير، والاعتقالات التعسفية. كان له دور مهم في الدفاع عن حقوق الصحافيين والنشطاء، حيث كان يعتنق فلسفة مفادها أن حرية التعبير هي أساس الديمقراطية. ومن خلال تلك القضايا، استطاع أن يسلط الضوء على العديد من الانتهاكات التي شهدها المغرب خلال الفترات المختلفة.

لكن بتنامي نشاطه ونجاحاته، واجه زيان العديد من التحديات، منها ضغوطات من السلطات التي كانت ترغب في كبح جماح الأصوات المعارضة، ما أدى إلى توترات بينه وبين بعض الجهات. رغم ذلك، لم يتراجع عن مواقفه الراسخة، بل استمر في النضال من أجل العدالة، مسلطًا الضوء على القضايا التي تحتاج إلى بصيص من الأمل والتغيير.

تُظهر قصته كيف يمكن لشخص واحد أن يُحدث فرقًا، وأيضًا كيف يمكن لمبادئ العدالة وحقوق الإنسان أن تكون عرضة للاختبار في ظل الظروف السياسية غير المستقرة. إن رحلة محمد زيان تُعتبر تجسيدًا لمسيرة طويلة من النضال والشجاعة. في هذا السياق، بالأساس من خلال نشاطه وإصراره، أعطى للأجيال الجديدة مثالًا يُحتذى به في تبني قيم الشجاعة والدفاع عن الحق، مما يجعله شخصية ملهمة للعديد من المحامين والناشطين في حقوق الإنسان.

اليوم، تظل قضيته محط اهتمام وأسئلة من قبل العديد من المتابعين للشأن الحقوقي والسياسي في المغرب، حيث يناقش الكثيرون آليات تعزيز حقوق الإنسان والآثار التي قد تحدثها قضايا مثل قضيته على مستوى الفهم العام للعدالة في البلاد. يعتبر النقيب محمد زيان، بنضاله المتواصل، رمزًا لمغاربة كثيرين يسعون لتحقيق مجتمع يضمن لهم حقوقهم وحرياتهم الأساسية

التعليقات مغلقة.