أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

أنامل رقيقة ..تحيي إرثا عثمانيا بالجديدة.

الجديدة/ عبد الباسط ابا تراب

فنان إبن دكالة ليس كباقي الفنانين، أنجبته مدينة أزمور التاريخية، بأنامله الرقيقة يمسك المسامير ويثبّتها على اللوحات الخشبية بالمطارق، ثم يغزل خيوطا رفيعة ملونة بينها، لتخرج من بين أيديه في النهاية، لوحات جميلة من فن الفيلوغرافيا أوالرسم بالمسامير والخيوط والأسلاك، سعيًّا لإحياء فن عثماني، كاد أن يندثر ويطويه النسيان.

يقدم الفنان زهير مصالي الدكالي الأعراف، واحد وعشرين لوحة مختلفة الألوان والأشكال والرسائل كذلك، ويضع زهير لنفسه هدفا طموحا، يتمثل، وفقا لما ذكره لنا في حوار معه داخل المعرض الذي يقام قرب المحافظة العقارية بشارع محمد الخامس بالضبط ” galerie 104″ بمدينة الجديدة، في محاولة إدخال لوحات الفيلوغرافيا إلى كل المنازل، وبالتالي يتم إحياء هذا الفن العثماني العريق وخلق ورشات تكوينية للزوار في المعارض القادمة داخل مدينة الجديدة مضيفا في نفس الوقت أنه لاول مرة يتم عرض هذا الفن الفيلوغرافي في المغرب،
ويشرح مصالي الخطوات التي تمر بها لوحة الفيلوغرافيا، بالقول إنه يتم أولا تحضير قالب الشكل المراد رسمه، والذي قد يكون لوحة خط عربي، أو شكلا فنيا، ومن ثم تدق المسامير على حواف الشكل، وبعد ذلك يجرى الوصل بين المسامير باستخدام خيوط ملونة، بطريقة فنية، ما يُخرج في النهاية لوحة ذات جاذبية عالية.

وبالإضافة للوحات يمكن أن يستخدم فن الفيلوغرافيا، لتزيين العديد من الأغراض المنزلية كالمرايا، أو المزهريات، أو الصواني والمقاهي كذلك.
يتطلب فن الفيلوغرافيا الكثير من الصبر والأناة، حتى يقال إنه ظهر في السجون خلال العهد العثماني، حيث كان يتسلى به المساجين، بانتظار انتهاء مدة عقوبتهم.
ويلفت ابن مدينة ازمور إلى خاصية أخرى لهذا الفن، تتمثل في تفريغ التوتر والضغوط النفسية لدى المرء، حيث يسهم في تحسين الحالة النفسي.
بدأ زهير الاشتغال على هذا النوع من الفن سنة 2002 ليتوقف بعد مدة ليشده حنين العودة إليه ليكون اول من عرض لوحات هذا الفن الغابر.

التعليقات مغلقة.