أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

الصهاينة قادمون الى الرباط ! موشي أميراف في ندوة حول القدس

* يوسف بوستة

ثلاثون سنة مرت على استقبال الملك الراحل الحسن الثاني للصهيوني شمعون بيريز بمدينة إفران في زيارة سرية، تم التكتم حولها إلى أن كشفت عنها صحف عبرية، عندها كان الخطاب التبريري والجواب الشافي بكون ” ما درنا في الطجين ما يتحرق”، لدرء الفضيحة وطويت الصفحة.
وفي كل مرة تكشف الصحف العبرية وقنواتها عن زيارات سرية وعلنية واخرى مرتقبة، مما يكشف عن وثيرة متسارعة للتطبيع بشكل ممنهج فخلال هذه السنة نظمت عدة زيارات قام ولا يزال العديد من المتصهينين من اشباه الاعلاميين والمثقفين ورجال اعمال وباحثين وما يسمون انفسهم بنشطاء المجتمع المدني اللذين أبدعوا في خلق ما يسمونه بالصداقة مع العدو الصهيوني، كما تم الكشف عن معهد كاما للتداريب العسكرية ببلادنا كان يستضيف خبراء في في الجيش الصهيوني والموساد، تجرج منه العشرات من شبابنا دون الكشف عن مصيرهم ولا الجهات التي يشتغلون لحسابها ولا المهمات التي كلفوا بها.
وها هي الدولة المغربية تستضيف في اواخر يونيو الحالي موشي اميراف احد مجرمي الحرب الذين مارسوا التقتيل في حق الشعب الفلسطيني في حرب 67، هذه المرة تحت يافطة الامم المتحدة ومنظمة المؤتمر الاسلامي في ندوة دولية حول القدس المحتلة، قاطعها الفلسطينيون بمجرد علمهم بذلك الحضور المشين.
ويتزامن هذا مع مسيرات العودة وفك الحصار الظالم في غزة الابية التي يخوضها الشعب الفلسطيني البطل، وتزايد الجرائم الصهيونية ضد المتظاهرين بصدور عارية، وتخليد اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، بما يحمله ذلك من دلالة عميقة تذكر العالم بعدالة وقضية شعب يرزح تحت نير الاحتلال الصهيوني منذ أكثر من نصف قرن، بتخطيط امبريالي استعماري ومباركة ودعم دولي يكشف عن الجريمة النكراء التي ارتكبتها المنظومة الدولية في حق الإنسانية وفي حق الشعب الفلسطيني البطل، وهي مناسبة لكل الاحرار في العالم وخاصة في الوطن العربي لتجديد الوفاء للقضية الفلسطينية كقضية مركزية في الصراع من اجل التحرر والانعتاق من القهر والاستبداد السلطوي والهيمنة الامبريالية والصهيونية في المنطقة العربية والعالم.
فيما تسير الدولة المغربية ومعها العديد من المرتزقة في اتجاه تعميق وتكريس مظاهر التطبيع وتحقيق المزيد من النجاحات لصالح الاختراق الصهيوني، مما يدفعنا للتساؤل المشروع بعد ثلاثة عقود من لقاء الخيانة بافران هل لازال عند الطبقة الحاكمة شيء ما بقي يحترق في ذلك “الطجين”؟ ام ان دائرة التطبيع اصبحت اكثر اتساعا في الدولة والمجتمع؟
إن السير في دروب التطبيع مع العدو الصهيوني مهما كانت المبررات، طريق محفوف بالمخاطر التي لا تنتهي، ولم تجني منه الدول العربية السباقة واللاحقة سوى المزيد الخيبات والثوثرات، وتهديد النسيج المجتمعي المثخن بالجراح، فلماذا الإصرار على السير في الطريق الخطأ؟!

التعليقات مغلقة.