يُقال إن بيئة العمل هي عالم مصغر يعكس الحياة بكل تفاصيلها، حيث نجد الصداقات، المنافسات، الصراعات، وحتى الخيانات. في كثير من الأحيان، قد يظن الإنسان أنه كوّن صداقة قوية في مكان العمل، لكن مع مرور الوقت يكتشف أن هذا “الصديق” قد يكون في الحقيقة “عدوًا خفيًا”. فكيف يمكن التمييز بين الصداقة الحقيقية والمنافسة غير الشريفة في بيئة العمل؟ ولماذا قد يتحول الزملاء إلى خصوم في الخفاء؟
لماذا قد يكون صديق العمل عدوًا خفيًا؟
المنافسة على الترقية والمكافآت تجعل بعض الزملاء يتصرفون بعدوانية غير ظاهرة، فيحاولون التقليل من إنجازات غيرهم أو الاستحواذ على الفرص بطرق غير نزيهة. في بعض الأحيان، يتحول الزميل الودود إلى ناقل للأحاديث، يختلق القصص أو يبالغ في الأمور ليؤثر على صورة زملائه أمام الإدارة. الغيرة المهنية تلعب دورًا كبيرًا، حيث قد يشعر البعض بالحسد تجاه نجاح غيرهم، حتى لو أظهروا دعمهم في العلن. هناك أيضًا من يتظاهرون بالصداقة فقط عندما يحتاجون إلى شيء، لكنهم لا يترددون في التخلي عنك بمجرد انتهاء مصلحتهم.
كيف تتعامل مع العدو الخفي في العمل؟
الحفاظ على الحدود أمر ضروري، فليس من الحكمة مشاركة كل التفاصيل الشخصية أو المهنية مع زملاء قد يستغلونها لاحقًا. من المهم مراقبة الأفعال أكثر من الأقوال، لأن الشخص الذي يبدو ودودًا قد يكون مختلفًا تمامًا عندما لا تكون حاضرًا. التعامل المهني وعدم الانجرار وراء الصراعات يساعد في تجنب المشاكل، فلا يجب السماح للخلافات الشخصية بالتأثير على الأداء الوظيفي. اختيار الأصدقاء في العمل يجب أن يكون بحذر، فليس كل زميل يستحق الثقة، ومن الأفضل تكوين علاقات قائمة على الاحترام دون انخراط عاطفي زائد.
العمل بيئة تتطلب الذكاء الاجتماعي والقدرة على التعامل مع مختلف الشخصيات. ليس كل صديق في العمل حقيقي، وليس كل زميل عدو. الفطنة في بناء العلاقات المهنية تساعد في تجنب الكثير من المشاكل، وتضمن النجاح بعيدًا عن المؤامرات والمنافسات غير النزيهة.
التعليقات مغلقة.