أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

بعد نجاح المقاطعة إدارة “موازين” في حرج كبير

مما لا يدع مجالا للشك، وبعد مرور ثلاثة أيام على انطلاقه، أصبحت مقاطعة مهرجان “موازين”، أمرا واقعا وقدرا محتوما اصطدمت به إدارة هذا الحدث الفني الذي تنظمه جميعة “مغرب الثقافات” في نسخته السابعة عشرة، مما يطرح تساؤلا كبيرا حول ما إذا كان القائمون على المهرجان سيكذبون على الرأي العام الوطني والدولي بخصوص “نجاحه”؟

العديد من المراقبين، أجمعوا على أن مهرجان موازين لهذه السنة لم يستقطب زخما جماهيريا، وأن العزوف كان الحدث الأبرز خلال كل الحفلات المقامة بعدة منصات في العاصمة الرباط وكذا مدينة سلا، مما يعني نجاح حملة المقاطعة، على غرار نجاحها في ما يخص المنتجات الإستهلاكية التابعة لشركات “سنطرال” و”سيدي علي” و”أفريقيا” للمحروقات.

ويعلم الجميع، أن حملة مقاطعة المنتجات الإستهلاكية السالفة الذكر، قد دفعت الشركات إلى الإعتراف بخسائرها المدوية أمام الرأي العام، وكمثال على ذلك البلاغات التي أصدرتها شركة “سنطرال” حين أكدت أن رقم معاملاتها قد انخفض بشكل كبير، بعد العزوف الشعبي على اقتناء حليبها، لكن بالمقابل نلاحظ أن منظمي موازين لازالوا يلتزمون الصمت إزاء مقاطعة حفلات المهرجان.

وفي هذا الصدد، لجأت إدارة موازين إلى ما يمكن اعتبارها “حيلا” تكتيكية وتقنية بالأساس في نقل حفلاتها على التلفزيون، من أجل التغطية على خسائرها هذه السنة، كالتركيز على المغني دون الجمهور، أو إطفاء الأنوار على هذا الأخير حتى لا يظهر زخم المقاطعة والفراغات المخجلة في المناطق المخصصة للجماهير، وإضافة إلى ذلك لا يجب إغفال الأموال الطائلة التي ضُخت من أجل إعطاء صورة إيجابية على هذا الحدث المثير للجدل دون جدوى.

أكثر من ذلك، فإن الملاحظ هذه السنة، هو غياب البلاغات التقييمية التي كانت تصدرها إدارة موازين كل يوم لإعطاء أرقام تتعلق بعدد الحضور الجماهيري في الحفلات كان يقدر بعشرات الآلاف في السابق. وهنا يُطرح السؤال: هل تخشى جمعية مغرب الثقافات تقديم أرقام “تغليطية وكاذبة” بخصوص هذا الحضور؟ أم أنها ستنتظر إلى حين انتهاء المهرجان وتصدر بلاغا شاملا يضم العدد الإجمالي للحضور طيلة أيام هذا الحدث؟

من الأسئلة المشروعة كذلك؛ لماذا لا ترضخ إدارة موازين للأمر الواقع، وتعترف بأن هذا المهرجان فشل في استقطاب المغاربة؟ ثم كيف يعقل أن يتم صرف الملايين ولما لا الملايير -وإدارة موازين وحدها أدرى كم صرفت- من أجل حفلة أكثر الحاضرين فيها هم رجال الأمن -مشكورين على مجهوداتهم الجبارة- في مقابل غياب شبه تام للجماهير؟

وخلاصة القول، أنه حان الوقت، بل أصبح لزاما على إدارة موازين أن تتواضع ولو قليلا، وتحذو حذو “سنطرال” وتعترف بانتصار المقاطعين عليها، حتى تحفظ ما تبقى من ماء الوجه، وتُخفِّض من نسبة الإحتقان والغضب الشعبي تجاه هذا المهرجان.

التعليقات مغلقة.