رئيس الحكومة وواجب التحفظ!

محمد الغلوسي

قال السيد سعد الدين العتماني أمين عام حزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة إن حكومته قامت بالشيء الكثير في المجال الإقتصادي والإجتماعي وفي محاربة الفساد
وأضاف في لقاء مع بعض أعضاء حزبه إن واجب التحفظ يمنعه من البوح بنتائج ذلك .
لما قرأت هذا التصريح الذي تناقلته بعض وسائل الإعلام خيل إليّ أن سعد الدين العتماني يتحدث عن بلد آخر غير المغرب الذي يتولى حزبه تدبيرأموره
كما أنني تساءلت عن الموانع التي تكون قد منعته من الحديث عن أشياء تبدو عادية بل إنها تدخل ضمن واجباته كرئيس للحكومة ،ذلك أنه إذا لم يعلن عن النتائج التي تحققت في المجالين الإقتصادي والإجتماعي ومحاربة الفساد فماذا يمكنه أن يزف من أخبار إيجابية للمغاربة ؟
أستغرب كثيرا لرئيس حكومة لم تشهد بلادنا مثله يتحفظ عن إعلان نتائج حكومته ضدا على الدستور والقانون !
أما إذا تعلق الأمر بمحاربة الفساد فتلك قصة وحكاية أخرى والسيد سعد الدين العتماني يعرف جيدا أكثر من غيره أن حديثه عن محاربة الفساد لايمكنه هو بنفسه أن يصدق ذلك فبالأحرى أن يصدقه الناس ،فالواقع عنيد ولايرتفع ذلك أن حزبه الذي أتى إلى تدبير الشأن العام عبر شعار محاربة الفساد والإستبدادسرعان ما طبع مع الفساد والريع فأبدع بذلا من ذلك شعاره المعروف “عفا الله عما سلف” وأثقل كاهل البسطاء بالديون وصندوق المقاصة وحملهم وزر ما سماه إصلاح أنظمة التقاعد وإرتفعت الأسعار وتم الهجوم على القدرة الشرائية للمواطنين والحريات وحقوق الإنسان
فماهي النتائج الإيجابية التي يمكن لرئيس الحكومة أن يتحدث عنها،هل سيتحدث عن مقترح قانون لضمان معاشات البرلمان ؟أم عن الريع والرشوة وسيادة الإفلات من العقاب في الجرائم المالية والإقتصادية؟ أم عن واقع التعليم والصحة والشغل؟أم عن هدروتبديد وإختلاس أموال عمومية ضخمة خصصت للبرنامج الإستعجالي لإصلاح التعليم ؟
إن تقارير المنظمات الدولية ذات الصِّلة بمؤشرات التنمية والحكامة والشفافية تؤكدخلاف ما يراه السيد رئيس الحكومة
فهل سيستيقظ السيد الرئيس من أحلامه ليقول الحقيقة المرة للجميع ؟